بعد الهجوم الإيراني.. ما مصير الجبهة اللبنانية في الحرب الإسرائيلية الدائرة؟

هيئة التحرير16 أبريل 2024آخر تحديث :
بعد الهجوم الإيراني.. ما مصير الجبهة اللبنانية في الحرب الإسرائيلية الدائرة؟

>

حصري, العالم, أخبار العالم الآن, إيران, أخبار إيران, أخبار حزب الله, لبنان, أخبار لبنان, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم

حصري

في ظل انتظار الرد الإسرائيلي على الهجمات التي نفذتها إيران بالمسيرات والصواريخ، تتجه الأنظار إلى الجبهة اللبنانية المشتعلة مع إسرائيل، والتي ربما تشهد تصعيدًا خطيرًا الفترة المقبلة.

الجنوب اللبناني الذي يشهد قصفًا إسرائيليًا مستمرًا ومتبادلًا مع “حزب الله” يرتبط بشكل وثيق، بحسب الخبراء، بالجبهة الإيرانية، ما ينذر بإمكانية اندلاع معارك أكثر قوة على هذه الجبهة.

وتتواصل المعارك في الجنوب اللبناني بين “حزب الله” من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ أكثر من ستة أشهر، وتتوسع العمليات بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، ولكنها ما زالت محصورة ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها في جنوب لبنان، والتي فرضها واقع الميدان العسكري، مع تسجيل بعض الاستهدافات بعيداً عن الحدود اللبنانية الجنوبية.

اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أكد أن إيران سترد مباشرة عند أي اعتداء أو عدوان إسرائيلي يطال أراضيها، أو رموزها، وحضورها في العالم، والأمر الآن يتعلق برد الفعل الإسرائيلي وكيفيته ومكانه، وهل يستوجب وفق هذه المعادلة ردًا إيرانيًا أقوى وأعنف أم لا.

وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”، فإن وضع الجبهة اللبنانية مرتبط بالرد الإسرائيلي على إيران والعكس، لأنه إذا كانت الأمور متصاعدة، ستكون الجبهة اللبنانية متحركة وسيكون هناك ردود متبادلة ربما تشمل لبنان، ولذلك فنحن في في مرحلة ترقب وانتظار، لأن هناك محاولات أمريكية وأوروبية ربما لاحتواء الأزمة حتى لا يكون هناك تصعيدًا يؤدي لحرب شاملة ومدمرة لجميع الأطراف.

وأكد أن الجبهة اللبنانية تنتظر هذه الردود، وفي حال تصاعدت الأمور سيشمل هذا الجبهة اللبنانية، التي ستكون جزءًا من الرد والرد المتبادل، باعتبار أن السلاح الإيراني الفعال على مسافات بعيدة سيكون أكثر فاعلية من مسافات قريبة في حال استخدمه “حزب الله” من الجبهة اللبنانية، وسيكون أكثر تدميرًا.

وأوضح أن الأمور تنتظر حجم ومستوى الرد الإسرائيلي ومدى فاعلية الرد الإيراني عليه، وجبهة لبنان سيكون لها دور أساسي في هذه الحرب المتصاعدة.

قواعد الاشتباك

في السياق، اعتبر أسامة وهبي الناشط المدني اللبناني، أن “الهجوم الإيراني على إسرائيل يعتبر الحد الأدنى من الرد لحفظ ماء الوجه، وليس من أجل التصعيد، وهذا الأمر أبلغ به الجانب الأمريكي، وإسرائيل تعلم أن الرد ليس القوي، بل من أجل إجابة القيادة الإيرانية على مطالب الجمهور المؤيد له، و الأذرع الإيرانية في المنطقة التي كانت تروج بأن الرد الإيراني سيكون قويًا”.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن “الرد القوي لا يكون بعد أسبوعين من قصف القنصلية الإيرانية في سوريا، إضافة إلى أن المسيرات انطلقت من إيران وكانت بحاجة إلى ساعات طويلة من أجل الوصول، حتى أخذ العدو والحلفاء كل الإجراءات وتمكن من إسقاط 99 في المئة من هذه المسيرات والصواريخ”.

وأكد أن “الجانب الإسرائيلي يصعد أكثر والمحور الإيراني يعمل كل ما بوسعه من أجل أن تبقى الحرب ضمن قواعد الاشتباك وألا تتوسع، وجبهة لبنان مرتبطة بشكل عضوي بالنظام الإيراني، عبر “حزب الله”، الذي يعد من ضمن الأذرع الإيرانية في المنطقة”.

ويرى أن “الأمور ستبقى على حالها، ولن يكون هناك حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، وما حصل في الجنوب ليلة الرد الإيراني، كان مواكبة لهذا القصف كما حدث في العراق وأماكن أخرى، لكن ليس هناك نية بالذهاب نحو حرب شاملة، لا تريدها أمريكا أو إيران وكذلك إسرائيل التي لا تزال غارقة في رمال غزة المتحركة وفشلها على مدار 6 أشهر من تحقيق أي من أهدافها المعلنة”.

وحذر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أمس الاثنين، من أن “إسرائيل تجر المنطقة إلى الحرب”، مؤكدا أن “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لا يمكن السكوت عنها”.

وقال ميقاتي، في تصريحات له، إن “لبنان لن يقبل باستباحة أجوائه”، داعيًا المجتمع الدولي للانتباه إلى هذا الأمر ووضع حد لهذه الحرب”.

وأضاف أنه “من خلال الاتصالات التي نقوم بها، يتبين لنا كم أن للبنان أصدقاء في العالم يدافعون عنه ويبذلون كل جهد للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسع حدة المواجهات”.

وأعلن “حزب الله” اللبناني، أمس الاثنين، استهداف عدد من مواقع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية. وقال الحزب، في بيانات متتالية، إن قواته “استهدفت تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة “ميتات” بالأسلحة المناسبة مؤكّدين إيقاع أفراده بين قتيل وجريح”.

وفي بيان آخر، أعلن “حزب الله” استهداف موقع “رويسات العلم” في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية ‏وتحقيق إصابات مباشرة، بالإضافة إلى “قصف بالمدفعية والصواريخ انتشارا لجنود العدو الإسرائيلي في حرش حانيتا وتحقيق إصابة مباشرة”.

ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية “طوفان الأقصى”؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في حصيلة ضحايا هائلة تجاوزت 33 ألف قتيل وأكثر من 75 ألف مصاب، غالبيتهم من النساء والأطفال، وهو جعل إسرائيل تواجه اتهامات بارتكاب جرائم “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين.

الاخبار العاجلة