ريم فكري بين “العدة” والعودة من جديد لحياتها الفنية

هيئة التحرير3 يونيو 2024آخر تحديث :
ريم فكري بين “العدة” والعودة من جديد لحياتها الفنية

بينما تنتظر الفنانة ريم فكري من متابعيها، الثناء والمساندة، وحتى التشجيع للمضي قدما وتجاوز أزمتها الأخيرة، جراء وفاة زوجها، بعد أشهر قليلة على زواجهما، لا تزال الانتقادات تتهاطل عليها في كل نشاط جديد تقاسمهم إياه عبر حسابها الشخصي بمنصة تبادل الصور والفيديوهات “انستغرام”، بسبب كسرها لتقليد “العدة”.

وتظهر ريم فكري عبر مختلف صورها، وحتى آخر الأغاني التي أصدرتها بلباسها اليومي العادي ومنه حتى الذي وصفه البعض بـ”الجريء”، إعلانا صريحا منها لعودتها من جديد للساحة الفنية، وتصوير أعمال فنية جديدة. وغير هذا، فهي تتجاوز بشكل كلي كل التعاليق والتساؤلات التي انصبت غالبيتها حول: “لماذا لم تلتزم ريم فكري بالعدة بعد أشهر قليلة من وفاة زوجها؟”.

تتواصل الانتقادات بشكل يومي، لدرجة أن فئة عريضة من متابعيها غاضبون للغاية ويجدون في تصرفها، على اعتبارها شخصية عامة يتابعها الملايين من الممكن أن تؤثر فيهم وتطبعهم بفكرة تجاهل “العدة” بارتداء الأبيض، وهو الأمر الذي يعيد للواجهة النقاش حول ثقافة “العدة” في المجتمع المغربي، وكيفية التعامل معها.

قبل الغوص في تفاصيل “العدة” وارتباطها بلباس الأبيض للمرأة، يقول المحلل الاجتماعي محسن بنزاكور، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن المجتمع المغربي ينطوي تحت نظام “أبيسي”، بمعنى أن “النسب يعود إلى الأب، وبالتالي يفترض بالمرأة عدم إقامة أي علاقة حتى يتحدد للابن النسب الصحيح، وهو ما تحاول العدة ضمانه”. ومن الناحية البيولوجية، يقول المتحدث، إنه لا يمكننا أن نعرف النسب الصحيح إلا بتحليلة (ADN)، وقبل سنوات مضت لم تكن هذه الخطوة ممكنة ولم تكن هناك إمكانية لمعرفة الأب في فترة وجيزة، هنا يطرح السؤال الجوهري، في ظل التطور والإمكانيات التكنولوجية الحديثة، هل يجب دائما أن نلزم المرأة بالعدة أم لا؟.

يقول محسن بنزاكور في تصريحه، إنه إذا كان من الممكن لتحليلة “ADN” أن توفر الوقت والجهد، وتقدم الجواب العلمي الواضح بشأن نسب الطفل في حالة وجود حمل، فيجب أن نقدم للمرأة حقها.

وبالتطرق إلى الطقوس الاجتماعية المصاحبة للعدة، التي تتأتى بالأساس على اللباس الكلي للمرأة باللون الأبيض، يقول محسن بنزاكور: “منذ القدم كان يرمز لباس المرأة للأبيض لعدم إمكانية خطبتها، بمعنى أن الفكرة راقية تحمي المرأة وتحترمها. اليوم، انقلبت المفاهيم وأضحت المرأة تحاسب على البياض، كأن البياض ليس من حق الميت. هذه المعطيات يجب أن تفسر حتى يفهم المغاربة الفرق بين الطقس الاجتماعي الذي فرضته ظروف لم تكن فيها إمكانيات التواصل ولا حتى التقدم العلمي، وبين النسب، لأنه إذا كانت الغاية هي النسب فـ”ADN” يحل المشكل، وإذا كان الطقس هو الغاية فالطقس هنا يراجع”.

ويرى بنزاكور، أن غالبية منتقدي المرأة على عدم ارتدائها للباس الأبيض بعد وفاة زوجها، يأتي نتيجة تمثلات لاتوافق حتى المفهوم الحقيقي للعدة، فقد انطلقت من منطق “عيب وحشومة”، وهو ما ينذر بتحول وصاية المرأة من الزوج الميت إلى المجتمع الميت، حيث يقول: “في العدة، هل نهتم بالثوب أم بالغاية والمقصد الذي يتمثل في الحفاظ على المجتمع الأبيسي”.

وبشكل عام، يتساءل محسن بنزاكور، أنه إذا اتضح أن “ADN” يمكن أن يساعد في تقليص مدة العدة، ما المانع من تخلي المرأة على لباس الثوب الأبيض؟.

الاخبار العاجلة