ليبيا.. محللون يفسرون السيناريوهات المتوقعة بعد باتيلي

هيئة التحرير17 أبريل 2024آخر تحديث :
ليبيا.. محللون يفسرون السيناريوهات المتوقعة بعد باتيلي

>

أخبار ليبيا اليوم, حصري, تقارير سبوتنيك, منظمة الأمم المتحدة, أخبار العالم الآن, العالم العربي

حصري

لم يستغرب النشطاء السياسيون في ليبيا الاستقالة التي تقدم بها المبعوث الأممي عبد الله باتيلي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ولكن التساؤلات المطروحة هي إلى أين ستتجه العملية السياسية في ليبيا.

أفادت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان في بيان رسمي لها بأن المبعوث الأممي المستقيل لم يتمكن من أداء عمله طيلة السنوات الماضية، في الوقت الذي رحبت فيه الحكومة الليبية بتكليف ستيفاني خوري نائبة رئيس البعثة بمهام البعثة الأممية للدعم.

ويرى المحلل السياسي محمد محفوظ أن هذه الاستقالة كانت متوقعة بعد تكليف نائبه للمبعوث الأممي عبد الله باتيلي، حيث كانت كل المؤشرات تدل على هذا الأمر باعتبار أن باتيلي قدم كل ما يملك من أوراق.

وتابع محفوظ في تصريح خاص لـ”سبوتنيك”: “طرح باتيلي فكرة المبادرة الخماسية ولم تتفاعل الأطراف الليبية معها بشكل إيجابي، وبالتالي لم يعد لديه ما يقدم، وهذا بدأ واضحا للأطراف الغربية مما جعلهم يتصارعون لتكليف نائبه له حتى تستلم مهام البعثة بالإنابة، وربما لا يستطيعون تكليف خوري بشكل مباشر لوجود الفيتو الروسي”.

وأضاف: “كان هذا السيناريو واضحا منذ البداية أن يستقيل باتيلي وأن تستلم خوري مهام البعثة بالإنابة لتحاول أن تقود مسارا سياسيا جديدا”.

وقال: ما لم تتغير أدوات الضغط لن يتغير أي شيء، المسألة لا تتعلق بباتيلي أو بخوري أو بغيرهما، المسألة تتعلق بأن الأطراف الليبية لم تجد الضغط الحقيقي للانخراط في عملية سياسية جديدة وإيجابية تفضي للانتخابات، إذا الأمر مرتبط بالأدوات الحقيقية وغير مرتبط بالأشخاص.

وأشار إلى أن العملية السياسية سوف تتغير بعد استلام خوري التي ستكون رئيسة البعثة بالإنابة، هذا أمر معتاد، ولكن لا أحد يعي كيف سيكون التغير إيجابيا أم سلبيا.

مؤكدا أن ليبيا تعيش حالة انسداد سياسي غير مسبوقة، وهذه الحالة هي بيئة خصبة لنمو أي تصعيد عسكري لفرض قواعد لعبة على الأرض وتشكيل تحالفات جديدة، ربما المشهد مقبل على العديد من الأحداث ما لم تكن هناك مبادرة سياسية عاجلة وفعالة وسريعة تلوح باللجوء للخيارات البديلة في حال عدم انخراط الأجسام السياسية الحاكمة في حوار سياسي شامل، وإذا لم يحدث هذا الأمر فإن هناك تهديد أكثر من أي وقت مضى في نشوب عمليات عسكرية تحديدا في العاصمة طرابلس.

التدخل الأمريكي

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي، حسام الدين العبدلي، في تصريحه لسبوتنيك، منذ تكليف عبد الله باتيلي مبعوث أممي في سبتمبر 2022، قاد حوارات وحاول تقريب وجهات النظر، ولكن الوضع كان مختلف على الأرض فهناك مجموعات مسلحة في غرب ليبيا وجيش وطني في شرقها، ناهيك عن وجود قوات أجنبية على الأرض.

وأضاف العبدلي: “تعثر باتيلي في عدة أوقات، منها عندما كانت لديه فكرة في إنشاء لجنة رفيعة المستوى تشرف على تشكيل حكومة جديدة وتقود ليبيا إلى انتخابات، وقد استطاع السياسيين المناورة في ذلك الوقت وهو كان في ذلك الوقت قد أدلى بإحاطة في مجلس الأمن، أتفق مجلسي النواب والأعلى للدولة على القوانين الانتخابية، وماهي إلا شهور حتى أختلف المجلسين النواب والأعلى للدولة، وتم الضرب بتلك القوانين عرض الحائط، ثم اتجه باتيلي بعدها لمحاولة تقريب وجهات النظر، ودعا الأطراف الفاعلة إلى طاولة خماسية ولأسباب أخرى فشل باتيلي في جمعهم بسبب عدم رضاءهم على تقسيم الطاولة المتقابلين فيها وبقى باتيلي يحاول إلى أن وجد الطريق مسدود”.

وأكد أن البعثات الأجنبية كانت أقوى من البعثة الأممية وأقوى من الأطراف السياسية على الأرض.

واعتبر أن هذه الاستقالة ليست فشلا في حد ذاتها بقدر أن هناك طرفا آخر تدخل، والقارئ للمشهد يعي ذلك جيدا، فمنذ تكليف الأمريكية ستيفان خوري عرف عندها أن أيام باتيلي باتت معدودة، وأن الولايات المتحدة سوف تتدخل كالعادة كما تدخلت في السابق في تكليف ستيفاني وليامز بديلة للمبعوث السابق غسان سلامة وقد قادت المشهد في إعادة لنفس السيناريو الآن.

وأكد أن “الأيام القادمة سوف تقود نائبة المبعوث الأممي خوري الحوار وسوف تضغط على كل من في المشهد عن طريق وصول من دفع بها لهذا المنصب في هذا الوقت تحديدا”.

وقال أن القادم سيكون مفاجئا للسياسيين في ليبيا ولن يجلب الخير لليبيين بسبب التدخلات الأمريكية الدائمة والتكليفات المشبوهة داخل الدوائر الأممية التي من واجبها إيجاد حل وليس تصعيب المشكلة.

الاخبار العاجلة