>
تقارير سبوتنيك, حصري, روسيا, العالم
رأى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتور حبيب بدوي، أنّ “إيران سجلت نقاط هامة في هجومها على إسرائيل ليل السبت الماضي”، وأنّ “العالم الآن ينتظر رد حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة بعد إعلان سلاح الجو الإسرائيلي استعداده لتوجيه ضربة موجعة لطهران”.
وأوضح الدكتور بدوي، في حديث حصري لإذاعة “سبوتنيك”، أنّ “كل الأطراف المتنازعة في المنطقة تتجنب الحرب الإقليمية”، مشيرًا إلى أنّ “إسرائيل فقدت مكانتها أمام المجتمع الدولي بعد تعرضها لضربتي السابع من أكتوبر والثالث عشر من نيسان”.
ونوه بأنّ “الشعب الإسرائيلي فقد ثقته بحكومته وبجيشه، ما سيدفع نتنياهو إلى القيام برد منضبط على الضربة الإيرانية، وتسجيل نقاط إضافية بدون أي تهور أو التعرض للمفاعلات النووية الإيرانية”.
وانتقد “غياب القوى العربية الإقليمية”، مؤكدًا أنّ “الغرب سينتهك حقوق العرب ما إن بقوا على هذا الحال”.
وذكّر الدكتور بدوي أنّ “الداخل الإسرائيلي في أزمة خانقة منذ زمن طويل”، وأنّ “الرد الإيراني أمّن لنتنياهو فرصة جديدة للهروب من جرائمه في غزة والتحول إلى شخصية مهمة تنال إعجاب الإسرائيليين”.
ورأى أنّ “إيران دولة براغماتية تملك مصالح عدة في المنطقة”، وأنّ “الفصائل الموالية لها في سوريا ولبنان والعراق تمثل أوراق قوة ضخمة بوجه الغرب، ما يفرض تحديات على كل الأصعدة”.
وأشار إلى أنّ “طهران حريصة على الرأي العام الإيراني، وتسعى للحفاظ على تأييد كل الشعب في أي قرار تتخذه، لذا تقوم بدراسة كل خطوة تقوم بها بشكل يلبي حاجة الإيرانيين وتفاديا لوقوع أي صدامات داخلية”.
واستبعد الدكتور بدوي أن “تساهم روسيا في زعزعة استقرار المنطقة عبر شن حروب فيها”، مشيرًا إلى أنّ “الروس يواجهون الفاشية والتطاول الأوكراني الذي يتم دعمه من قبل الغرب،” وأنّ “موسكو باتت قادرة الآن على حماية أمنها القومي من أي خطر”. وإذ أوضح أنّ “روسيا وإيران دولتان حليفتان”، أكد أنّ “موسكو لا تحاول استغلال الصراع في المنطقة عبر تطبيقها أجندات سياسية كما يفعل الغرب”، مشدّدًا على أنّ “روسيا الآن تمثل قطبا عالميا يملك قوة تنتصر فيها على أي تحد يفرضه الغرب”.
وحول الصراع الدائر في غزة، أكد الدكتور بدوي أنّ “الغرب يحاول استغلال الملف الفلسطيني والاستفادة منه لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية”، مؤكدًا أنّ “مسألة الأحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تضعف شيئا فشيئا وتسقط أمام وجود أقطاب عالمية أكثر أهمية منها”.
وأشار إلى “هشاشة الداخل الأمريكي في عهد الرئيس الحالي جو بايدن”، قائلا إنّ “واشنطن الآن في مواجهة كبيرة مع أقطاب عالمية أخرى”، وأنّ “عملية طوفان الأقصى جاءت لتخلط كل أوراق القوة، وتُفشل المخطط الأمريكي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية (على رأسها المملكة العربية السعودية)”.
وانتقد “السياسية الامريكية التي تفرض واشنطن من خلالها عقوبات على كل من يهدد دولارها”، مشيرًا إلى أنها “تستخدم أحيانا القوة العسكرية، وهذا مخالف للقوانين والأعراف الدولية، وقد يساهم في تشتت الداخل الأمريكي وبروز صراعات بين الديمقراطيين والجمهوريين أنفسهم”.
وفي وقت سابق، أعلن الحرس الثوري الإيراني شن هجوم على إسرائيل بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، مؤكدًا أن الهجوم يأتي ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
على الجانب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض أكثر من 200 هدف إيراني، مؤكدًا إصابة الصواريخ الإيرانية قاعدة عسكرية بأضرار طفيفة وإصابة مواطنة إسرائيلية.
ومن جهتها، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إسرائيليين اثنين لم تكشف عن هويتهما، قولهما إن “إيران أطلقت باتجاه إسرائيل 185 طائرة دون طيار و36 صاروخا من طراز “كروز” و110 صواريخ أرض-أرض”.
