يشكو عدد من الفنانين المغاربة، وخاصة الرواد منهم، من تهميش واضح ومستمر من طرف المخرجين وشركات الإنتاج، حيث تستمر نفس “الكليكات”، أو المجموعات المغلقة في احتكار المشهد الفني.
ويلاحظ المتابعون، أن أغلب الأعمال الفنية لا تخرج عن دائرة ضيقة من الممثلين الذين يتم اختيارهم بشكل متكرر، سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح، مما أدى إلى تغييب وجوه فنية ذات خبرة ومكانة في الساحة.
هذا الوضع أثار حفيظة عدد من الفنانين الذين يرون أن هذه الممارسات تضيق الخناق على الإبداع، وتعطل مبدأ تكافؤ الفرص، حيث باتت الأعمال الفنية حكرا على “الأصدقاء”، أو “المعارف”، بعيدا عن مهنية الاختيار الفني المبني على الكفاءة والتنوع.
وفي تصريح للفنان جواد السايح حول هذا الموضوع، عبر عن استيائه من واقع الساحة الفنية، قائلا: “كل مخرج أو شركة إنتاج تستدعي نفس الممثلين الذين تعمل معهم منذ سنوات، حتى صرنا نرى نفس الوجوه تتكرر في كل عمل، وكأن الساحة الفنية لا تضم غيرهم، هؤلاء لا يستبعدون من أي عمل، بل يتبادلون الأدوار الرئيسية، رجالا ونساء، وأنا لا أحسدهم، لأن الفن مجال مفتوح للجميع، وقد مارست المسرح والسينما والتلفزيون، لكن ما أريد قوله هو أننا في حلقة مغلقة”.
وأضاف السايح، في تصريح لـ”بلادنا24“، موضحا: “أنا لست ضد الممثلين، مثل دنيا بوطازوت، أو عزيز حطاب، بل بالعكس، هم فاعلون في الساحة. لكن هناك ممثلون قدامى اختفوا تماما، ولا أحد يتذكرهم، وهذا أمر محزن. إذا قارنا الوضع مع مصر أو تونس أو حتى دول الخليج، نجد أن هناك منظومات إنتاجية حقيقية، أما نحن، فحتى إذا لم يشارك بعض الفنانين في ثلاثة أو أربعة أعمال في السنة، فلن يستطيعوا العيش من مداخيلهم”.
واسترسل المتحدث، قائلا: “لو كانت لدينا قنوات كثيرة، وأعمال أكثر، لكان بإمكان كل الفنانين أن يشتغلوا، ولن تظهر هذه الفجوة بين من يعمل باستمرار، ومن لا يجد فرصة”. مردفا: “حاليا، نرى نفس الممثلين في أكثر من عمل، وعلى أكثر من قناة، بينما يقصى الباقون”.
وختم جواد السايح حديثه، بالإشارة إلى محدودية التنوع الجغرافي في الإنتاجات، موضحا: “المشكل أيضا أن معظم الأعمال تصور في نفس المناطق، مثل مراكش، مع نفس الممثلين، بينما المغرب غني بالمناطق الجميلة التي يمكن أن تساهم في تنشيط السياحة، مثل شفشاون التي أصبحت وجهة مشهورة بعد تصوير بعض الأعمال فيها”.