هل يشارك المغرب في قوات “اليوم التالي” بمحور صلاح الدين؟

هيئة التحريرمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
هل يشارك المغرب في قوات “اليوم التالي” بمحور صلاح الدين؟

أفادت وسائل إعلام إماراتية ومصرية أن أبو ظبي، تواصلت مع عدد من الدول من بينها المغرب وموريتانيا وجيبوتي، لمعرفة موقفها من المشاركة في قوات عربية ستنتشر على طول محور صلاح الدين، والمعروف أيضا بمحور فيلادلفيا، الواقع بين غزة ومصر، والبالغ طوله 14 كيومترا ويعتبر أحد أكبر نقاط الخلاف في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، على اعتبار أنه أكبر منفذ لتزويد حركة حماس بالسلاح، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الرباط، حول هذه الأخبار.

وأشارت إلى أن القاهرة “تسلمت خلال الأيام الفارطة اقتراحا مقدما بشأن نشر قوات عربية في محور صلاح الدين في إطار دور وسيط تقوم به أبوظبي حول الترتيبات المتعلقة باليوم التالي في قطاع غزة، في حال توقف الحرب المندلعة منذ السابع من أكتوبر الفارط”.

بدوره، قال شادي البراق عبد السلام، الخبير في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، إن مشاركة المملكة المغربية في قوات اليوم التالي هو قرار من الإختصاص الحصري للقائد الأعلى ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية وسيتم وفق المصالح العليا للشعب المغربي ومتطلبات الأمن القومي المغربي ومواقف المملكة الثابتة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإلتزامات المملكة المغربية مع المجتمع الدولي ولن تفرضه أجندات خارجية أو إملاءات أجنبية وإن كانت للمملكة رؤية تتطلب المشاركة في هذه القوات سيصدر الخبر من الرباط العاصمة وليس من أي عاصمة أخرى.

وسجل عبد السلام أن التواجد المغربي في مسرح الأحداث بالشرق الأوسط بشقيه الديبلوماسي والعسكري ليس إستثنائيا أو جديدا، لافتا إلى أن هناك شواهد تاريخية تؤكد على أن المغرب لعب أدوارا مهمة في الحفاظ على القدس في عهد الحروب الصليبية وكذا دوره المحوري في حفظ التوازنات الجيوسياسية للمنطقة عبر الدعم الديبلوماسي المستدام من خلال الترؤس الدائم للملك محمد السادس لجنة القدس التي تقوم بأدوار طلائعية في حفظ المقدسات الدينية في فلسطين وبشكل خاص القدس الشريف والحفاظ على هويته الدينية.

كما لفت إلى أن احتضان المملكة المستمر لقمم عربية وإقليمية كان لها دور كبير في تحصين المكتسبات الفلسطينية وتشجيع العمل الدولي لدعم جهود السلام من خلال مبادرة ملكية ثلاثية المحاور لوقف لإسكات البنادق و إطلاق عملية سياسية تنتهي بسلام دائم للجميع و عسكريا عبر الدعم العسكري المباشر كمشاركة تجريدة عسكرية مغربية في حرب الجولان 1973 والمسشفيات العسكرية الميدانية في غزة سواء في 2012 و صيف 2018 .

وفي السياق ذاته، ذكر بأن محمد السادس الرئيس الدائم لجنة القدس ومن منطق المسؤولية و الإهتمام الدائم بالوصع الميداني في الشرق الأوسط، أطلق مبادرة ملكية تشكل خارطة طريق متكاملة لإحياء عملية السلام من خلال إطلاق حوار سياسي عبر قنوات إقليمية موثوقة و بشكل متوازي مع وقف إطلاق النار لدفع عملية السلام نحو هدفها لإقرار سلام عادل للجميع و إقامة دولة فلسطينية مستقلة تضم قطاع غزة و الضفة الغربية و القدس الشرقية وفق القرارات الأممية ذات الشأن مما سيشكل مدخلا أساسيا لتحقيق الإستقرار الإقليمي و نزع فتيل حرب شاملة تهدد أمن و إستقرار الشرق الأوسط

واعتبر أن المملكة المغربية تتحمل مسؤوليتها التاريخية إتجاه القضية الفلسطينية إعتمادا على منطلقات رئيسية يؤطرها الموقف المغربي الثابت من الحق المشروع للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ورئاسة الملك محمد السادس لجنة القدس بإعتبارها آلية إسلامية تقوم بدور محوري في الحفاظ على المقدسات الدينية في القدس الشريف.

وقال الخبير في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع إن مواقف المملكة المغربية واضحة و صريحة في أن أي تسوية إقليمية تخص الشرق الاوسط تمر أساسا من خلال الحفاظ على الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف المتمثلة في دولة مستقة بعاصمتها القدس الشريف و باقي الحقوق التي تؤطرها القرارات الأممية في ذات الشأن.

وأكد المتحدث ذاته أن المبادرات الأخيرة للمملكة المغربية لدعم سكان قطاع غزة و إرسال المساعدات الغذائية و الطبية بشكل مستعجل من أجل مساندة المتضررين من الوضع المأساوي للشعب الفلسطيني في غزة تترجم المواقف المبدئية و التاريخية المغربية إتجاه كل القضايا العادلة في العالم و من بينها القضية الفلسطينية.

وسجل أن المبادرات الإنسانية والسياسية الأخيرة للمملكة المغربية تقطع الطريق أمام مروجي الفكر العدمي التيئيسي داخل الوطن وخارجه وباقي الدوائر الإقليمية و الدولية التي تستخدم الدم الفلسطيني المسفوك في غزة كوقود لتحقيق مصالح سياسوية ضيقة، مشيرا إلى هذه المبادرات تترجم حرص الفاعل المؤسساتي في المغرب على إنسجام مواقفه السياسية و الديبلوماسية مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان بعيدا عن المقاربات الجيوسياسية المتجاوزة و المصالح السياسية الضيقة.

وأورد شادي البراق عبد السلام أن الموقف المغربي الداعي بشكل واضح لوقف الأعمال العدائية في قطاع غزة يترجم العمل الرائد الذي تضطلع به الجهود الديبلوماسية المغربية وفق التوجيهات الملكية السامية، إذ تُمَوْقِعُ المغرب كقوة إقليمية فاعلة في محيطها الإقليمي والإسلامي وتؤكد على إستعدادها اللامشروط لإستثمار حضورها المتميز وشبكة علاقاتها في تعزيز فرص السلام و الأمن.

وبحسب المتحدث، فإن المغرب من خلال عمله السابق على بناء علاقات مع كل الاطراف وفق قواعد ديبلوماسية واضحة أظهر أنه بإمكانه لعب أدوار طلائعية و فاعلة في سبيل إنجاح فرص السلام في الشرق الأوسط بسبب العديد من العوامل أهمها المصداقية والمسؤولية والوضوح التي تميز الديبلوماسية المغريية.

وأكد أن الحضور الدائم للمغرب في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال ترؤس الملك محمد السادس لجنة القدس التي تترجم حرصه على حماية المقدسات الإسلامية و المسيحية و اليهودية في القدس الشريف والأراضي الفلسطينية، وتعتبر حلقة وصل بين المساعي السياسية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والعمل الميداني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الإشراف الشخصي والفعلي للملك محمد السادس.

واسترسل موضحا :”المواقف المغربية منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر إلى اليوم و التي تضمنتها العديد من البلاغات التي دبجتها الخارجية المغربية تعكس رؤية سياسية واضحة للمملكة إزاء هذا الملف بعيدا عن المزايدات السياسوية المتجاوزة و الخطاب الاعلامي التعبوي”.

وبهذا الصدد، لفت إلى أن المملكة في أكثر من مناسبة على إدانتها الشديدة للأعمال العدائية التي تستهدف المدنيين و عمليات التهجير القسري و غيرها من الفظائع التي أرتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر و تترجم حرص الفاعل المؤسساتي في المغرب على إنسجام مواقفه السياسية و الديبلوماسية مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان بعيدا عن المقاربات الجيوسياسية المتجاوزة و المصالح السياسية الضيقة.

الاخبار العاجلة