قال جيروين رودنبورغ، سفير هولندا المعتمد لدى المملكة المغربية، إن التعاون المغربي الهولندي يمكنه أن يتعزز بـ”حضور وازن لحوالي 15 شركة ومقاولة هولندية في فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة في دورته السادسة عشرة”، مشددا على أن “الأراضي المنخفضة (هولندا) شريك أساسي ومهم جدا لهذا الملتقى، الذي أهنّئ مسؤوليه والقائمين عليه على اختيار موضوع هذه الدورة أثر التغير المناخي على الفلاحة؛ وهو موضوع يَعنينا جميعنا، خاصة فلاحةَ بلديْنا”.
وفي تصريح خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش حضوره لزيارة جناح بلاده في “القطب الدولي” والتواصل مع شركات هولندية مشاركة، لمْ يُخف السفير الهولندي “سروره وسعادته الكبيرة جدا” بعودته إلى المشاركة هنا في مكناس بالمعرض الدولي للفلاحة في دورته الـ16، قائلا: “عدد من المقاولات الهولندية المشاركة في [سيام] تَنشط في مجال الابتكار والبحث العلمي والتقنيات، وأعتقد أننا بحاجة إلى تعاون أكثر قربا وقوة في هذه الميادين لمجابهة مشتركة لآثار وتداعيات تغيرات المناخ”.
وتابع الدبلوماسي الهولندي شارحا في السياق نفسه: “تشتغل أغلب هذه المقاولات المشاركة هنا في مجال الوقاية البيولوجية للمزروعات، وتشييد معدات وأنظمة الريّ الفلاحي، فضلا عن مقاولات تعمل على رقمنة زراعات الخُضر ومجال البستنة وغيرها.. ولدينا خبرات وكفاءات متعددة ممتدة إلى مجالات تتقاطع القطاع الفلاحي”.
“فعلا بعض هذه المقاولات حاضرة في المغرب عبر مقرات وشبكة عمل” نوّه رودنبورغ، واستدرك قائلا: “لكن يجب أن يكون المغرب شريكا الموثوق بشكل أكبر”، داعيا إلى “ربط العلاقات ونسجها بشكل أقوى؛ لأن المغرب يتوفر على موقع جغرافي مفيد له بشكل كبير، باعتباره بوابة نحو قارة إفريقيا بينما توجد أيضا شركات هولندية تعمل على تصدير منتجاتها نحو أوروبا”.
وتعليقا على رأيه في الفلاحة المغربية وتطوراتها، أكد سفير هولندا المعتمد لدى المملكة أن “هذا القطاع بالمغرب له مؤهلات قوية بادية منذ زمن بعيد، رغم أن بعض التحديات ما زالت تعتريه مثلُها في ذلك مثل الفلاحة الهولندية”، مشددا على أن “التحدي الأكبر في الظرف الراهن هو الماء وشح الموارد المائية؛ لذلك في هذا الصدد نشتغل ونعمل بشكل مشترك مع المغرب”.
وأضاف موضحا: “حديثا، استقبلْنا وفدا مغربيا رفيعا بقيادة وزير التجهيز والماء بالمغرب من أجل العمل على توفير الدعم والمواكبة في استثمارات مشاريع لها علاقة بالموارد المائية، خاصة أننا نريد أن نقوم بذلك باعتبارنا شريكا استراتيجيا للمغرب”.
الجناح الهولندي يواكب الفلاحة المغربية
يستضيف الجناح الهولندي، الواقع في قلب القطب الدولي لـ”SIAM”، حوالي 15 شركة ومُنظَّمة نشِطة في مختلف المجالات المتعلقة بقطاعي الزراعة والأغذية الزراعية؛ وفق ما عاينته جريدة هسبريس خلال زيارة لها للجناح.
وأكدت السفارة الهولندية بالمغرب، في معطيات بالمناسبة، أن “هولندا تستفيد من موقع جغرافي استراتيجي بوصفها البوابة التجارية إلى أوروبا الغربية، لإنشاء شبكة متطورة جدا للنقل واللوجستيات”، موردة أنها “شبكة تضمن سرعة عالية في تدفق الواردات والصادرات، مما يَمنح هولندا مركز ثاني أكبر مصدر للمنتجات الزراعية في العالم بعد الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة”.
وحسب شروح قُدمت لطاقم هسبريس ومعلومات متوفرة، فإن “بنية تحتية زراعية لوجستية عالية التطور والتقنيات تُميّز القطاع الزراعي الهولندي بشكل خاص بطابعه الابتكاري والتنافسي والمستدام والإيكولوجي؛ ما يعدّ من بين الأفضل على الصعيد الدولي”.
الجناح الهولندي بملتقى مكناس الفلاحي يكشف أوجُها متعددة لإمكانيات تعاون واعدة مع “تعاونيات الألبان والحليب، التي حققت بالفعل تقدما كبيرا في تنميتها”.
وحسب سفارة هولندا بالرباط، فإن “سيام 2024″ فرصة لعرض استراتيجيات هولندا للتنمية الزراعية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ؛ لاسيما أن الأخير موضوع يتسم، بالتعاون مع المغرب، بـ”أهمية محورية وعابرة لجميع المشاريع التي شرعت فيها السفارة”.
يذكر أن تعاون الأراضي المنخفضة مع المغرب شهد، في السنوات الأخيرة، تطورا ملحوظا بإطلاق مشاريع مبتكرة في مختلف قطاعات الإنتاج؛ بما في ذلك قطاعات البستنة وتربية الأبقار الحَلوب، إلى جانب حضوره القوي في مجالات شاملة مثل إدارة المياه المستعملة في أنشطة فلاحية، والزراعة الإيكولوجية، وزراعة الأملاح.
