محمّلة بخبرة عمرها 37 سنة في الإنتاج الفلاحي والغذائي، تعود التعاونية الفلاحية “كوباك” للمشاركة مجددا ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس الذي يصل هذه السنة إلى دورته السادسة عشرة، في ظل حدة التحديات التي باتت تواجه النشاط الفلاحي والأمن الغذائي على المستوى العالمي ككل.
“كوباك”، التي انطلقت من مبادرة مجموعة صغيرة من المنتجين المحليين الذين قاموا بإنشاء تعاونية فلاحية لتصير فيما بعد فاعلا اقتصاديا يضم أكثر من 24 ألف منتج يتوزعون على مناطق مختلفة من المملكة، تعود اليوم للتواجد ضمن أروقة المعرض الدولي للفلاحة الذي ينعقد هذه السنة تحت عنوان “المناخ والفلاحة: من أجل أنظمة إنتاج مستدامة ومرِنة”؛ بالنظر إلى الفرص التي يوفرها ذلك للفلاحين المنخرطين بها.
لمعرفة معلومات أكثر حول رهانات وخلفيات المشاركة الحالية للتعاونية الفلاحية “كوباك” ضمن فعاليات الدورة الـ16 لـ”سيام”، تحدثت هسبريس إلى هشام العلوي، مدير التسويق والتواصل بالتعاونية ذاتها، حيث أبرز مدى حرص المنشأة الفلاحية على أن يكون حضورها على مستوى المعرض متنوعا؛ وذلك من خلال تمثيل مجموعة من سلاسل الإنتاج ومجموعة من المجالات، بما فيها الحوامض والبواكر واللحوم الحمراء والحليب ومشتقاته إلى جانب العصائر.
ووفقا للعلوي، حاولت التعاونية تجسيد تنوع منتوجاتها من خلال رواقها بالمعرض الذي تناهز مساحته 600 متر مربع، في ظل كون المعرض مناسبة للتواصل مع الشركاء والموردين، إلى جانب فرصة للتعريف بالمنتوجات الجديدة وكذلك بالمشاريع التي حققتها التعاونية نفسها؛ “كوباك”.
يعود مدير التسويق والتواصل بالمنشأة الفلاحية ذاتها ليسجل مدى كون المعرض الدولي الذي تحتضنه مكناس كل سنة فرصة للفلاحين المنخرطين بالتعاونية بهدف القيام بزيارات ميدانية بمختلف أقطابه، خصوصا القطب الجديد الذي يتعلق أساسا بالفلاحة الرقمية والذي يعرض حلولا وتقنيات جديدة خاصة بالفلاحة والمناخ اللذين يشكلان جزءا من شعار هذه الدورة.
وضمن حديثه الخاص مع هسبريس، بيّن المسؤول ذاته كيف أن “كوباك” اتخذت، منذ سنة 2001، مجموعة من الإجراءات التي تخص تأهيل التعاونيات المنخرطة، إذ سعى هذا البرنامج إلى خلق نموذج تنموي وملائم لنظام إنتاج الفلاحين الصغار المنخرطين على مستواها؛ وذلك بالارتكاز على ثلاثة محاور أساسية.
وبخصوص هذه المحاور الثلاثة، يتعلق المحور الأول أساسا بإنشاء المركبات التعاونية ومراكز الخدمات، فيما يتعلق الثاني بالتأطير والإشراف الإداري والمحاسباتي، بينما يتجسد المحور الثالث في التأطير التقني؛ في ظل ارتكاز هذه المحاور في مجملها على دعم الفلاحين الصغار المنخرطين بالتعاونية الفلاحية “كوباك”.
ومستحضرة تسلسل نشاطها الذي ابتدأ سنة 1987، وعدد منخرطيها الذي وصل إلى حوالي 24 ألف منخرط، تُعول التعاونية الفلاحية “كوباك” على مشاركتها بالمعرض الدولي للفلاحة الذي يستمر إلى غاية الـ28 من شهر أبريل الجاري بهدف الاستفادة من فرص ملاقاة الشركاء، إلى جانب إتاحة الفرصة لمنخرطيها لتبادل التجارب والخبرات مع نظرائهم، بمن فيهم الأجانب.
وفتحت “كوباك” رواقها ضمن المعرض ذاته لعموم الزوار، حيث يضم تنويعات مختلفة من منتجاتها التي تتوزع ما بين الحليب ومشتقاته المجاورة، إلى جانب العصائر والحوامض، فضلا عن الأجبان واللحوم الحمراء التي انفتحت على إنتاجها كذلك؛ وذلك في الوقت الذي يُرتقب أن يسجل المعرض الحالي ما يصل إلى مليون زائر من التواقين إلى اكتشاف عالم الفلاحة الوطنية وجديد التجارب الدولية المقارنة، خصوصا في استدامة النشاط الفلاحي.
