مشاركة “كوسومار” في معرض الفلاحة

هيئة التحرير26 أبريل 2024آخر تحديث :
مشاركة “كوسومار” في معرض الفلاحة

تتوخى مشاركة كوسومار في دورة 2024 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (2024 SIAM) إلقاء مزيد من الأضواء على مساهمة أساسية من المجموعة، التي تعد الفاعل التاريخي في صناعة السكر بالمغرب، وإحدى دعامات قطاع الصناعات الغذائية، في توطيد السيادة الغذائية للمملكة والتزامها القوي بالتنمية المستدامة.

وأكدت “كوسومار”، ضمن معطيات ملف صحافي بشأن مشاركتها في “سيام 2024″، أن هذه المشاركة تأتي “في انسجام تام مع الموضوعة الرئيسية للمعرض، المعنونة بـ «المناخ والفلاحة: من أجل أنظمة إنتاجية مستدامة ومرنة»”.

قاطرة للصناعة السُّكرية

منذ ولادتها سنة 1929 برزت “كوسومار” باعتبارها قاطرة للصناعة السكرية بالمغرب، تُجسد وتعزز دينامية ومرونة قطاع الصناعات الغذائية، قائدةً دينامية نشطة من حيث التجديد والابتكار في هذا القطاع الحيوي”.

في هذا الصدد يتجلى التزام المجموعة إزاء فرع الإنتاج السكري في “بناء سلسلة قِيمة صديقة للبيئة، ضامنة لسلامة وجودة وفعالية منظومة الإنتاج”، مشيرة إلى “الأهمية الكبرى التي يكتسيها القطاع السكَّري في إطار الاقتصاد الوطني”، مع استعراض تفاصيل المبادرات الإستراتيجية والمشاريع التي تقوم بها بهدف “ترسيخ التزامنا بأن نسير بهذا القطاع في اتجاه مستقبل مستدام”.

وتؤكد كوسومار من خلال حضورها في دورة “سيام 2024” “رغبتها الراسخة في النهوض بالتنمية الصناعية المحترِمة للبيئة، المدعومة بمجهودات مستمرة تبذلها في مجال المسؤولية الاجتماعية والبيئية، ودعمها الثابت للشركاء الزراعيين”.

“حُضورنا هذه السنة في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب بُرهانٌ قويّ على رغبتنا في تعزيز الممارسات الفلاحية والصناعية المستدامة”، تورد المجموعة الفاعلة في صناعة السكر، لافتة إلى أن “العزم معقود على توطيد مكانتنا الريادية في هذا المجال، وعلى مواصلة الابتكار والتجديد في إطار قطاع الصناعات الغذائية والزراعية، من خلال تقاسم نجاحاتنا ورهاناتنا وتطلعاتنا مع جميع الفاعلين الأساسيين والشركاء ووسائل الإعلام وعموم المواطنين”.

كوسومار في “سيام”.. أهداف إستراتيجية

أعلنت “كوسومار” أن مشاركتها في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM 2024) يستهدف تحقيق أهداف وصفتها بـ”الإستراتيجية”، أبرزها “تأكيد دورها الأساسي في السيادة الغذائية للمغرب، من خلال مواصلة الابتكار ودعم التنمية المستدامة للقطاع”، مع “إبراز التقدم المنجز في مجال إزالة الكربون ونجاحات تقليص البصمة الإيكولوجية”؛ كما قامت بـ”تقديم التطورات والمستجدات في مجال الابتكار والبحث التنموي والفلاحة 4.0، بشكل يجسد التزامها تجاه الفلاحة الذكية.0″، فضلا عن “تعزيز العلاقات مع شركائها وزبائنها”، مؤكدة على “أهمية التعاون والشراكة في تحقيق النجاح الجماعي”.

وترمي المجموعة، كذلك، إلى “تثمين المبادرات في مجال المسؤولية الاجتماعية والبيئية، وتأكيد دور كوسومار كفاعل ملتزم من أجل مستقبل مستدام”.

80 ألف فلاح “شريك”

“دور طلائعي” باتت تلعبه المجموعة في مجال “الصناعات الزراعية” بفضل توقيع عقود تجميع مع شركائها الفلاحين. وتعلق كوسومار قائلة إن “هذه العلاقة المبنية على المنفعة المتبادلة بين المُجَمِّع والمُجَمَّعين تمكن من تحسين الإنتاج كما ونوعا على مستوى عالية الإنتاج الفلاحي، وتساهم أيضا في تحسين حياة 80000 فلاح شريك وأسرهم في 5 جهات عبر التراب الوطني”. كما يوفر نموذج التجميع الخاص بكوسومار “مواكبة مالية وتقنية واجتماعية فعالة للفلاحين المُجَمَّعين”.

وحسب المعطيات المتوفرة تتوفر المجموعة على “قدرة معالجة إجمالية تبلغ 5 ملايين طن من النباتات السكرية، مع طاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى مليونيْ طن من السكر الأبيض”؛ وكل هذا بفضل برنامج استثماري ناهز 10 مليارات درهم، أسهم في “عصرنة وتحديث منشآتها وعملياتها وتحقيق العديد من التطورات في مجال الابتكار والبحث والتطوير”.

وتابعت كوسومار سنة 2023 ابتكارها ونموها مع تصدير 752000 طن من السكر الأبيض نحو أزيد من 40 دولة، وهو ما يعتبر “مؤشرا جليا على نجاح إستراتيجيتها التوسعية”.

التجميع الفلاحي وتدبير المياه

نموذج التجميع المعتمد من قبل كوسومار، الذي عزز علاقاتها مع 80000 مزارع شريك، يواصل لعب دور رافعة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.

وتشرح المجموعة أنها “عبر ضخ أزيد من 3 مليارات درهم سنويا في الاقتصاد الفلاحي المحلي” تساهم في “إحداث الشغل ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والتعاونيات الفلاحية، إضافة إلى ضمان مكافأة منصفة لشركائها”.

من خلال وفائها لمتطلبات الاقتصاد الدائري ثمّنت “كوسومار” بنجاعة المنتجات المشتركة للشمندر السكري وقصب السكر، مساهمة بذلك في “تدبير بيئي مسؤول”.

وفي هذا الصدد أكدت المجموعة أن “إعادة استعمال الماء الناتج عن تحويل الشمندر السكري بشكل منهجي بمثابة شاهد قوي على التزامها لفائدة الحفاظ على الموارد المائية”.

أرقام دالة

لم تمُر مشاركة “كوسومار” في ملتقى الفلاحة الدولي دون استعراضها أرقاماً دالة ومؤشرات يتعين إبرازها؛ ويعدّ “تخفيض استهلاك الماء الصناعي في مصنع تكرير السكر بالدار البيضاء بنسبة 50% خلال 10 سنوات” من أبرزها؛ كما لفتت الانتباه إلى “تخفيض استهلاك الماء الصناعي في مصانع معالجة الشمندر السكري بنسبة 73% خلال 10 سنوات، وتخفيض استهلاك الماء الصناعي في مصانع معالجة قصب السكر بنسبة 73% خلال 10 سنوات أيضا”.

وتؤكد المجموعة الفاعلة في قطاع السكريات أن “100% من النفايات العادية والمماثلة تتم إعادة تدويرها أو تثمينها، بينما تتم معالجة النفايات الخطرة حسب القوانين الجاري بها العمل، وذلك بمعية الهيئات المعتمدة”، منوهة إلى أن “100 % من مساحات الزراعات السكرية تعتمد تكنولوجية ‘الخلاط الذكي’ بالنسبة لاستعمال المخصبات والأسمدة الزراعية”.

ونجحت “COSUMAR” في “تقليص جرعة الأسمدة الأساسية من ‘الآزوت والفوسفور والبوتاسيوم NPK’ بـ 30 %”، ثم “تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بحوالي 57 ألف طن في عمليات تجفيف اللباب عبر الانتقال من مصادر الطاقة الأحفورية إلى الطاقة الشمسية”؛ كما اغتنمت فرصة استعراض آخر التطورات وتعزيز علاقاتها مع شركائها وتأكيد الدور الأساسي المنوط بها في مجال صيانة السيادة الغذائية للمغرب، كاشفة خلال المعرض الدولي للفلاحة عن سلسلة من الابتكارات والمشاريع الطموحة، أهمها “الرقمنة والفلاحة الدقيقة: تقديم المبادرات الجديدة في المجال الرقمي، بما في ذلك الاستعمال المتزايد للمسيرات والتكنولوجيا المتطورة من أجل تحسين الإنتاج والتدبير الزراعي”.

وفي مجال التعاون المبتكر تم إبراز “مشاريع التعاون الرامية إلى تطوير حلول مستدامة في القطاع السكري، تجسد القدرات الابتكارية التعاونية، وكذا تجديد الالتزام من أجل الاستدامة: استعراض مجهودات كوسومار المتواصلة لفائدة الاستدامة، انطلاقا من تقليص البصمة الكربونية إلى غاية مشاريع اقتصاد الماء والنهوض بفلاحة أكثر اخضراراً”.

جهود مواجهة الجفاف

يجدر الاعتراف بالجهود التي يبذلها القطاع ككل من أجل رفع التحديات التي يطرحها الجفاف، بفضل فروعه الثلاثة سالفة الذكر، والتزامه بالتنمية المستدامة، وقدرته على ضمان الأمن الغذائي للمغرب في مجال السكر. ويواصل القطاع لعب دور حيوي في استقرار السوق الوطنية للسكر، مبرهنا على قدرات استثنائية في مواجهة الاقتصاد المحلي والسيادة الغذائية للبلاد.

واعتبارا للكميات المتوفر من المياه، عملت كوسومار على “تحسين المساحات المزروعة بهدف الحصول على أفضل مردودية ممكنة”.

ويواجه الموسم السكري 2023-2024 بالمغرب تحديات أساسية، فاقمتها وضعية جفاف خطيرة. فخلال هذه السنة، ورغم الصعوبات المتزايدة، تمكن القطاع من زراعة 23000 هكتار بالشمندر السكري وأزيد من 5000 هكتار بقصب السكر، وذلك في سبيل إنتاج يقدر بحوالي 200000 طن من السكر الأبيض، مقابل استهلاك إجمالي يصل إلى 1.2 مليون طن.

تبعاً لذلك، اتخذ القطاع تدابير مهمة لدعم الفلاحين، بما فيها ضمان ثمن مدعوم من طرف الدولة لشراء الأسمدة، مع الحرص على احترام المقادير الموصى بها (4.5 قنطارات للهكتار بالنسبة للأمونيترات و4 قنطارات للهكتار بالنسبة بالنسبة لليوريا). إضافة إلى ذلك، في ما يخص العلاجات الصحية النباتية، تم اعتماد المسيرات بالنسبة للعلاجات الموضعية، ما مكن من تحقيق اقتصادات، سواء في كمية المنتج أو التكاليف.

كما ذكّرت المجموعة بأنه “استجابة لطلب الفيدرالية البيمهنية المغربية للسكر ‘FIMASUCRE’، قررت الحكومة سنة 2023 زيادة أثمان النباتات السكرية بأكثر من 30% لفائدة الفلاحين”.

وبحسب “كوسومار”، تؤكد هذه المبادرة، مزدوجة الفائدة، “القيمة الإستراتيجية التي يضطلع بها قطاع السكر بالنسبة للاقتصاد القروي والسيادة الغذائية للمغرب.

إجمالا، يتوفر القطاع المغربي لإنتاج السكر، الذي تقُوده كوسومار، على قدرة معالجة إجمالية تصل إلى 5 ملايين طن من النباتات السكرية وقدرة إنتاجية تناهز 2 مليون طن من السكر الأبيض، مقابل سوق وطنية يصل طلبها السنوي إلى 1.2 مليون طن. فيما تكشف هذه الأرقام “وجود صناعة سكرية متينة ومرنة، قادرة على التأقلم والاستجابة لاحتياجات المغرب من السكر، مساهمة بشكل ملحوظ في الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي للبلاد”.

الاخبار العاجلة