ليالي المبيت السياحي ترتفع بـ 8% سنويا .. الجاذبية تنتظر “تثمين القيمة”

هيئة التحرير7 يوليو 2024آخر تحديث :
ليالي المبيت السياحي ترتفع بـ 8% سنويا .. الجاذبية تنتظر “تثمين القيمة”

يواصل القطاع السياحي انتعاشته في السنة الجارية؛ فبعد “النمو الملحوظ” في أبريل، وتحقيق شهر ماي رقما قياسيا يهم عائدات السياحة بالعملات الأجنبية التي بلغت 9.4 مليارات درهم، (زيادة قدرها 11% مقارنة بماي 2023)، تتأكد دينامية الانتعاش بارتفاع في ليالي المبيت المحتسبة على مستوى مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة.

وبحسب بيانات مستجدة أصدرها نهاية الأسبوع الجاري “مرصد السياحة” بالمغرب فإن حجم ليالي المبيت بمؤسسات الإقامة والإيواء السياحية المصنفة (المعروفة باختصار ‘EHTC’) ناهز رقم 10,5 ملايين ليلة إلى متم الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، بزيادة قدرها 8 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وبحسب مصدر البيانات السياحية فقد توزعت هذه الليالي على فئة “السياحة الوطنية”، التي سجلت “ناقص 3%” إلى 2.8 مليون ليلة، مقابل ارتفاع ملموس في دينامية “السياحة الدولية” الوافدة التي زادت بـ 13% إلى 7.7 ملايين ليلة.

جغرافياً حسب الوجهة مازالت مراكش (عاصمة النخيل/المدينة الحمراء) تتصدّر ليالي المبيت المحتسبة بالمغرب بنحو 4 ملايين ليلة، تَليها مدينة أكادير (2,37 مليون ليلة) ثم الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة (842.542 ليلة).

وفي السياق لم يخفِ المرصد أن “عدد السياح الوافدين على مختلف المعابر الحدودية بالمغرب زاد بنسبة 15 بالمائة ليتجاوز 5.9 ملايين شخص عند متم ماي الأخير”، وهو ما أكدته وزارة السياحة عبر أرقام رسمية مؤخرا بتحقيق القطاع إجماليا قدره 41.3 مليار درهم من حيث العائدات بالعملة الصعبة، “بزيادة قدرها 1.6% مقارنة بسنة 2023، وزيادة بنسبة 45% مقارنة بسنة 2019”.

الجاذبية والتثمين

أورد لحسن حداد، الوزير الأسبق للسياحة بالمغرب، أنها “أخبار مهمة جداً، تعني أن السياحة في المغرب لديها جاذبية تجعله وجهة سياحية دولية”، مؤكدا أن “الدليل على ذلك هو انتعاش كبير للسياحة الخارجية، بما يمثل زيادة بـ 8 في المائة مقارنة مع السنة الماضية”.

وقرأ حداد، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، في الأرقام الأخيرة لمرصد السياحة “معطى دالّا” على “تمتُّع المغرب بالمصداقية والشهرة عبر صورته على مستوى السياحة والخدمات المقدَّمة التي عندها أهمية”.

“الأساسي، أولا، هو ألّا نبخّس الوجهة المغربية؛ فإذا زاد عدد السياح وزائري المملكة المغربية يجب أن تزداد القيمة التي يجلبها هؤلاء معهم”، يضيف المصرّح ذاته، لافتا إلى أن “المسؤولين عن السياحة واعون بهذه المسألة وعليهم دفع المهنيين إلى رفع القيمة المضافة الكبيرة بشأن الوجهة المغربية”.

غيرَ أن حداد استدرك متحدثا لهسبريس: “لكن من جهة ثانية، نلاحظ نقصاً في منسوب السياحة الوطنية، أي عدد المواطنين الذين يستعملون المنتج السياحي الفندقي بالمغرب من حيث ليالي المبيت”، قبل أن يعزو ذلك إلى “احتمال حاسم متمثل في تضرر القدرة الشرائية للمواطنين؛ وكذلك ربما لبعض الوحدات السياحية التي تظل بعيدة المنال بالنسبة لكثير من الشرائح”.

ودعا الخبير في قضايا التنمية والسياحة إلى وجوب تفعيل “خطة وطنية في هذا الإطار لدعم السياحة الوطنية عبر إقرار منتج خاص بها”، مذكّرا بمسألة “شيكات العطل المطروحة منذ مدة”، وكذا “تحفيز مُروّجي الرحلات الوطنيين على تنويع عروضهم، مع تقسيم العطل المدرسية حسب الجهات، ما يمكّننا من سياحة وطنية متطورة وتستجيب لحاجيات وميزانية المواطن المغربي”.

ثمرة مجهودات

وجهة نظر مهنيي القطاع جاءت على لسان سفيان بشر، رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بدرعة تافيلالت، الذي أكد أن “معطيات المرصد منطقية وكانت منتظَرة لمجموعة من الأسباب”.

وبحسب المهني ذاته، الذي يشغل مهمة الكاتب العام للمجلس الإقليمي للسياحة بالرشيدية، يظل أهمّ الأسباب هو “العمل الجبار الذي قام به المكتب الوطني للسياحة بوصفه المكلف بالترويج لوجهة المغرب، دون إغفال دور إنجاح حاسم لعبَه إشراك الجمعيات الجهوية والإقليمية للسياحة التي تضم مهنيي القطاع، باعتبار هذه الفئة الأقرب لترويج أمثل”.

كما استحضر بشر، مفسرًا لجريدة هسبريس، أن “مجموعة من برامج الدعم الموجهة لمهنيي قطاع السياحة بمختلف فروعه أعطَت أكلها فعلياً”، وزاد: “الأرقام اليوم بالنسبة للسياح الأجانب كاشفة عن تطور مستمر، ليس اعتباطاً بل وراءه عمل جبّار عبر تنزيل برامج ساهمت وتساهم في تطوير البنية التحتية الفندقية”.

وأشار المتحدث إلى أن “برنامج تطوير ليالي المبيت مستمر في توجيه انتعاشة السياحة الدولية، خصوصا عبر تطوير الترفيه السياحي وخدمات النشاط السياحي بمختلف الجهات”، مبرزا أن “العمل جارٍ لربح رهان إطالة مدة ليالي المبيت ومدة الإقامة في مختلف المؤسسات الفندقية بالمملكة”.

ونبه المهني ختاما إلى أنه “لا يجب أن نُغفل أن هذه الأرقام لن تكون ذات مصداقية في ظل استمرار قطاع ونشاط سياحي غير مهيكل ومؤطَّر قانونياً، إذ لا نتوفر على معطيات بشأنه، ويتمثل في مخيمات سياحية في مرزوكة ومحاميد الغزلان بالجنوب الشرقي للمغرب، التي تعرف توافد عدد كبير من السّياح الأجانب غير المحتَسَبِين”.

الاخبار العاجلة