قصة وعبر: “سفيان رحيمي”.. من رحم المعاناة إلى ملهم للأجيال

هيئة التحرير26 مايو 2024آخر تحديث :
قصة وعبر: “سفيان رحيمي”.. من رحم المعاناة إلى ملهم للأجيال

أخبارنا المغربية – عبدالاله بوسحابة

إن المتتبع لمسار النجم المغربي “سفيان رحيمي” من بدايته مع الرجاء البيضاوي إلى ما حقق أمس السبت مع نادي العين الإماراتي، سيدرك تمام الإدراك أن الأمر يتعلق بحالة فريدة في تاريخ كرة القدم المغربية، حالة انبعثت من رحم المعاناة بوسط شعبي بسيط، لتشعل حماس جيل بأكمله يحلم باقتفاء خطى هذه الجوهرة الكروية التي أبهرت كل عشاق المستديرة عبر العالم.

رحيمي أضحى اليوم ملهما وقدوة لكل حالم بغد أفضل، ليس فقط في العالم كرة القدم، بل أيضا في كل مناحي الحياة، فالرجل لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لأن ابن يوعري، وقبل أن يصل إلى ما وصل إليه، ذاق “المرار” وتحدى كل العراقيل، اشتغل طويلا في صمت، وتحمل ما لا يطاق بين الإقصاء والتهميش، قبل أن يفرض نفسه عن جدارة واستحقاق، ويحوز اعترافا بموهبته العالية.

صحيح أن نادي “العين” الإماراتي الذي يلعب له “رحيمي”، لا يضم بين صفوفه لاعبين بشهرة عالمية وسومة سوقية عالية، كما هو الحال بالنسبة لفرق الدوري السعودي، من قبيل الهلال والنصر والاتحاد التي رصدت ميزانيات ضخمة لجلب أبرز نجوم الكرة في العالم، غير أن ما فعله ابن “الرجاء” السابق، يفوق العجب، لأن “سفيان” حمل فريقه “لوحده” على كتفيه، وقاده إلى تحقيق لقب دوري أبطال آسيا الذي غاب عن خزينته لـ 21 سنة.

مسلسل تميز “رحيمي” مع نادي “العين” الإماراتي لم يقف عند الفوز بلقب دوري أبطال آسيا فقط، بل تعداه إلى تحقيق إنجازات فردية موازية، بعد أن توج موسمه الحالي كهداف لهذه البطولة القارية برصيد 13 هدفا، الأمر الذي فرض اختياره كأحسن لاعب في هذه المسابقة، متفوقا على أبرز نجوم العالم الممارسين في أشهر الدوريات الآسيوية، وهنا يمكن أن نذكر “كريستيانو رونالدو” نجم النصر السعودي، و”كريم بنزيمة” نجم اتحاد جدة، وأسماء أخرى كان حضورها مميزا ولافتا في هذه البطولة.

إلى جانب كل ما جرى ذكره، نجح “رحيمي” في قيادة فريقه “العين” إلى انتزاع تأشيرة العبور إلى بطولة كأس العالم للأندية المرتقبة صيف سنة 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي جعل أكبر الأندية السعودية وأندية أوروبية تخطط للتعاقد مع هذا اللاعب المميز، الذي حاز ثقة الناخب الوطني “وليد الركراكي”، وأضحى ركيزة أساسية في تشكيل “الأسود”. 

خلاصة القول، بلوغ المجد والشهرة واعتلاء منصات التتويج، أهداف لا يمكن أن تتحق بالأحلام والأماني فقط، وإنما بالعزيمة والإرادة و”القتال” وتحدي كل العراقيل والصعاب، وهذا بالضبط ما فعله “رحيمي” الذي تحول اليوم إلى “ملهم للأجيال”.

الاخبار العاجلة