“فياد” يناقش استدامة الاستثمارات بإفريقيا

هيئة التحرير28 يونيو 2024آخر تحديث :
“فياد” يناقش استدامة الاستثمارات بإفريقيا

سلطت جلسة النقاش التي أقيمت خلال ثاني أيام المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية (فياد)، المنظم من قبل مجموعة “التجاري وفا بنك” عبر نادي “إفريقيا والتنمية” التابع لها، الضوء على إشكاليات الاستثمار المطروحة أمام المقاولات الصغرى في إفريقيا، خصوصا ما يتعلق بالقدرات التمويلية وإكراهات إيجاد الأسواق والزبائن، والمشاكل اللوجستية وتكاليف النقل، حيث أجمع متدخلون على ضرورة تكثيف إدماج الرقمنة في أنشطة هذه المقاولات من أجل خفض التكاليف التشغيلية، والتركيز على التجميع والاستثمار المشترك في مواجهة الاحتكار، والمساهمة في تنمية المجتمعات المحلية في أفق تطوير البنيات التحتية وتحقيق الاستفادة المثلى من الاستثمارات.

واستهلت كندرا غايتر، رئيسة مركز الأعمال الولايات المتحدة الأمريكية- إفريقيا بغرفة التجارة الأفرو أمريكية، النقاش بالتأكيد على ضعف ولوج المقاولات الصغرى للتمويلات، خصوصا النوعية منها، مثل التمويلات الخضراء، منبهة إلى أن الدراسات المنجزة أبانت عن اعتماد متواصل على المنتجات التمويلية التقليدية، التي تمثل كلفة كبيرة بالنسبة إلى هذه الفئة من المقاولات، مشددة في المقابل على الإمكانيات المادية والبشرية للقارة السمراء، التي من شأنها تحفيز فرص الأعمال والشراكات، والمبادلات البينية، خصوصا بين الدول المتقاربة جغرافيا، ومشيرة إلى أهمية عاملي التمويل والبنية اللوجستية في إنجاح أي استثمار باختلاف حجمه.

من جهتها اعتبرت بريجيت هارينغتون، الرئيسة التنفيذية لشركة “إيجيار كوفي” بروندا، أن صغر حجم المقاولة في إفريقيا هو أول عائق أمام تطورها، بالنظر إلى طبيعة الأسواق في القارة، التي يغلب عليها الطابع الاحتكاري، مشددة على صعوبة إيجاد أسواق وزبائن، ذلك أن مقاولات في قطاع القهوة والشاي مثلا تواجه مشاكل في إبرام عقود تصدير 200 كيس من المواد المذكورة، ومشيرة إلى أن حل الشراكة الاستثمارية يظل مطروحا في هذا الشأن، ويتعين على السلطات العمومية دعم مبادرات تجميع المقاولات الصغيرة من أجل التصدير والاستثمار، باعتبارها مهمة لدعم القدرات المالية لهذه المقاولات.

وتابعت هارينغتون بأن 92 في المائة من الأعمال في إفريقيا صغيرة، مشددة ضمن جلسة النقاش، التي حملت عنوان “الاستثمار المستدام من أجل مقاولات مستدامة”، على أن هذا المعطى يفرض التفكير حول المقاربات النوعية لدعم فئة المقاولات الصغرى بالقارة، موضحة أن بلدها روندا لا يتوفر على موانئ بحرية، وبالتالي فالمقاولات مضطرة لاستعمال الشحن الجوي من أجل التصدير، ما يمثل تكاليف مهمة، وموردة أن “مصر للطيران” تطلب دولارا واحد عن كل كيلوغرام عند النقل؛ كما نبهت إلى أن حل المشاكل اللوجستية من شأنه تعزيز ولوج المستهلكين إلى الأسواق، ما سينعش أنشطة المقاولات الناشئة والصغيرة ويقوي قدراتها المالية.

عماد تومي، الرئيس المدير العام لمجموعة “مناجم”، ذكر بأدوار المقاولات الكبرى، خصوصا الفاعلة في القطاع المنجمي، في تحقيق الاستدامة للاستثمارات، موضحا أن مجموعته تفكر في مصير المنجم منذ أول يوم من استغلاله، وأن تطوير البنية التحتية، تحديدا الطرقية والربط بالماء والطاقة، من شأنه تمكين المستثمرين من تحقيق غاياتهم التشغيلية وتطوير المجتمعات المحلية في الوقت نفسه، ومعتبرا أن تجربة المجموعة المغربية في بلدان حضورها الإفريقية تعكس التزاما بتحسين مراكز الصحة والتعليم، والتركيز على الاهتمام بالعنصر البشري والمحافظة على البيئة التي يعيش فيها.

ثورة الذكاء الاصطناعي

انتقد رضى بنجلون، الرئيس التنفيذي لشركة “آيتيك” AITEK بكوت ديفوار، التصريحات التي تؤكد القدرات الكبيرة للقارة الإفريقية، سوءا البشرية أو الطبيعية، موضحا أن مساهمتها لا تتجاوز 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام العالمي البالغ 105 ترليونات دولار، ومشددا على أن الحديث عن تطور الرقمنة في بلدان إفريقية متأخر مقارنة مع التقدم العالمي المحقق على مستوى الذكاء الاصطناعي، الذي يتيح مجال استثمار جديد في قواعد البيانات، التي اعتبرها “ثروة” يتعين استغلالها من قبل المقاولات، وكذا المنظمات والهيئات التجارية، مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ZELCAF.

وأضاف بنجلون في تصريح لهسبريس، على هامش جلسة النقاش، أن الحديث عن ضعف ولوج المقاولات الصغرى إلى التمويلات يظل مجانبا للصواب في قطاع التكنولوجيات الحديثة، مؤكدا أن المقاولين الشباب في القارة أمام فرصة يتعين عليهم استغلالها دون تأخير، تتعلق بالحصول على حصة مهمة من القيمة المضافة التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي في العالم خلال 6 سنوات المقبلة، المقدرة بـ15 ترليون دولار، مشددا على ضرورة التضامن والتماسك بين المقاولات الإفريقية من أجل تعزيز قدرتها على التكيف ومواجهة متغيرات الأسواق الإقليمية والعالمية.

الاخبار العاجلة