صحافي فرنسي: تبون هو الرئيس الأضعف في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال.

هيئة التحرير19 يونيو 2024آخر تحديث :
صحافي فرنسي: تبون هو الرئيس الأضعف في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال.

أعرب الصحافي جان بيار سيريني، المدير السابق لمجلة “لو نوفيل إيكونوميست” ورئيس التحرير السابق لمجلة “ليكسبريس”، في مقال له على موقع “أوريان 21” الفرنسي، عن رأيه بأن الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون، الذي يسعى لولاية رئاسية ثانية، يعتبر “الأضعف” و”الأقل نشاطًا” مقارنة مع الرؤساء السبعة الذين تولوا الحكم في الجزائر منذ استقلالها قبل 62 عامًا.

وأفاد الكاتب أن وصول تبون إلى رئاسة الجمهورية يعود إلى تداخل مجموعة من الظروف الاستثنائية، وأن أهم إنجازاته خلال فترته الرئاسية الأولى تمثلت في محاصرة الجزائر العاصمة بآلاف الوحدات السكنية الاجتماعية “القبيحة والمتهالكة بسبب قلة الصيانة”.

وحسب الكاتب، يعود الفضل في تعيين تبون على رأس الحكومة في ربيع عام 2017 إلى قائد الأركان الراحل الجنرال أحمد قايد صالح، الذي عيّن تبون بعد ذلك بسنتين كمرشحه لرئاسة الجمهورية، وبعد أقل من شهر من انتخاب تبون، توفي قايد صالح إثر جلطة مفاجئة، ووجد الرئيس الجديد نفسه معزولا، محاطا بقائد الأركان الجديد الجنرال سعيد شنقريحة.

ووفق ذات المصدر فإنه سرعان ما تم تطهير غالبية حاشية قايد صالح في عملية لم تستثنِ لا المدنيين ولا العسكريين، إذ يُعد عبد المجيد تبون أحد الناجين القلائل من هذه العملية، بحسب جان بيار سيريني.

وأشار الكاتب إلى أن تبون، المحاط بعدد قليل من الأوفياء، لم يُلقِ سوى خطابا واحدا إلى الأمة خلال فترته الرئاسية، وبدلا من التواصل المباشر مع الصحافيين، يفضل تبون رفقة أصحاب الجرائد، حيث يستقبلهم بانتظام وتُبث تصريحاته بعد يومين أو ثلاثة بعد تنقيتها من قبل التلفزة الحكومية.

ووصف الكاتب الحصيلة بأنها كارثية بالنسبة لتبون والعسكر على حد سواء، حيث شهد النظام الفترة الأكثر قمعا في تاريخه القصير، حيث أصبحت الحريات العامة القليلة أصلا، شبه معدومة، وأضاف سيريني أن الآباء يُسجنون لإجبار الأبناء الفارين على تسليم أنفسهم للسلطات.

كما يتم قمع الصحافيين وتُغلق الصحف ويُسجن أصحابها. أما الممولون، فيتعرضون للتهديد لثنيهم عن ذلك. وينتظر الأجانب، سواء كانوا من الإعلام أو من عالم المنظمات غير الحكومية، أشهراً طويلة للحصول على تأشيرة الدخول التي نادراً ما تُمنح لهم.

واعتبر كاتب المقال أن الجزائر تعيش في عهد تبون عزلة دبلوماسية غير مسبوقة. فيبدو أن الرئيس كان يأمل في مسافة أكبر من الجنرالات، معتمداً في ذلك على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتم التحضير في عدة مناسبات لزيارة باريس، قبل أن تُلغى دون أي تفسير.

على الصعيد الاقتصادي، يقول جان بيار سيريني، فقد تبخرت الاستراتيجية الجديدة المتمثلة في الابتعاد عن المحروقات، التي تمثل 60% من الإيرادات الضريبية للجزائر، وأكثر من 90% من عائدات النقد الأجنبي، وكذلك عن الإنفاق العام، كقوتين دافعتين للاقتصاد، والتوجه نحو نموذج أكثر تنوعا وديناميكية.

وخلص الكاتب في مقاله للتساؤل: “هل تبون هو الرجل المناسب في ظل كل ما سبق ذكره؟”. ويجيب بالقول إنه في ظل هذا النظام العسكري الذي صار معلنا، حيث يسيطر الجنرالات على كل من رئاسة الجمهورية ومصالح المخابرات والأمن، لم يعد التوازن غير المستقر بين المؤسسات الثلاث موجوداً كما كان في الماضي. فالمسؤولون في الوزرات يفتقرون إلى الإلهام والرؤية لتصور مستقبل مختلف، حيث إنهم يعيشون الحاضر في خوف مستمر من إثارة غضب الذين يراقبونهم.

 

 

الاخبار العاجلة