دراسة بحثية ترصد حضور الدفاع عن الصحراء المغربية في الشعر الأمازيغي

هيئة التحرير5 يوليو 2024آخر تحديث :
دراسة بحثية ترصد حضور الدفاع عن الصحراء المغربية في الشعر الأمازيغي

رصدت دراسة بحثية منشورة ضمن العدد الأخير من مجلة “الدراسات الإفريقية وحوض النيل”، الصادرة عن “المركز الديمقراطي العربي”، حضور تيمية الوحدة الترابية في الشعر الأمازيغي من خلال أشعار محمد مستاوي ومجموعة من الشعراء والفنانين الأمازيغ، معتبرة أن “حب الوطن والتغني به ظل سبيل العديد من الشعراء الأمازيغ الذين عبروا في أشعارهم عن حبهم لوطنهم وتمسكهم القوي بوحدته”.

وأوضحت الدراسة التي تحمل عنوان “الشعر الأمازيغي المكتوب وقضيتنا الوطنية: نموذج ‘ئسكراف’ لمحمد مستاوي..الصحراء أولا”، أنه “مع منتصف السبعينيات من القرن الماضي بدأت تظهر على الساحة مجموعة من الشعراء الذين ولدوا تجربة شعرية حداثية تقوم على إبدال الكتابة”، مضيفة أن “هذه المرحلة دُشنت بإصدار أول ديوان شعري فردي هو ديوان ‘ئسكراف’ للشاعر محمد مستاوي الصادر سنة 1976، والذي عبر فيه، خصوصا في قصيدتي إسبانيا والصحراء، عن استماتة المغرب في الدفاع عن وحدة ترابه”.

وسجل المصدر ذاته أن “المتابع للإبداعات الشعرية الأمازيغية سيصادف حضور ‘خصوصية إبداعية’ تمس المعاني والدلالات، وتتضمن حضورا قويا للبعد الوحدوي التضامني، حيث راهن هؤلاء الشعراء على البعد وناضلوا من أجله، خاصة موضوع الوحدة الترابية وعنوانها الأبرز المتمثل في الانخراط في الدفاع عن الصحراء المغربية”.

وأحالت الدراسة البحثية على بعض النماذج الشعرية الأمازيغية التي تبرهن على أن الشاعر الأمازيغي استطاع أن يكون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه، مسجلة أن “الشعراء الأمازيغ ظلوا أوفياء للوحدة الترابية في الأشعار التي تغنوا بها بلهجة قوية، وعاطفة منفعلة صادقة تصل إلى درجة السخط والثورة ضد المستعمر الإسباني، وتتحداه وتتوعده وتهدده، وفيها تعبير عن الحب العميق الذي يكنه هؤلاء الشعراء كمواطنين لهذه الأجزاء المغربية؛ ويتجلى ذلك أيضا في اللهجة الخطابية المؤثرة التي تزرع الحماس في النفوس”.

وأشارت الوثيقة إلى حضور تيمة الوحدة الترابية في شعر الروايس، من خلال تجربة الفنان “حماد بيزماون” الذي “واكب شعره الوطني مراحل القضية الوطنية وأشاد بانتصارات الجيش المغربي في المعارك الحاسمة، ومنها معركة ‘كلتة زمور’ التي ذكرها في بعض قصائده، وكذا أغنيته الوطنية الخالدة التي نظمها حول الصحراء وحول المسيرة الخضراء”، مشيرة أيضا إلى الشاعر الرايس “الحاج المهدي بن مبارك” وغيرهم ممن سجلت قضايا الوطن حضورا قويا في أشعارهم وقصائدهم.

ورصد المصدر أيضا حضور موضوع الصحراء المغربية في قصائد الشاعرات الأمازيغيات، على غرار “الشاعرة الرايسة صفية أولت تلوات، من إقليم ورزازات، التي شاركت في المسيرة الخضراء”؛ كما تظهر تيمة الوطن وقضاياه المصيرية عند شعراء الديوان المكتوب، وخصوصا “الوحدة الوطنية، ومن تجلياتها الوقوف عند محطات وطنية كبعض المناسبات الوطنية أو استحضار بعض المحطات التاريخية الشاهدة على وطنية المغاربة وحبهم للأرض، وأحيانا أخرى يحضر هذا البعد من خلال حديث الشاعر عن غربته وشوقه للوطن الأم”.

في هذا الصدد عادت الدراسة لتشير إلى “قصيدتي إسبانيا والصحراء لمحمد مستاوي في ديوانه ‘ئسكراف’، أو قصيدته ‘تامونت’ في ديوانه ‘تاضانكوين’”؛ إضافة إلى قصائد الشاعر إبراهيم أوبلا، على غرار قصيدة “تاوادان ومازيغ” أو “مسيرة الأحرار” باللغة العربية، “التي عبر فيها عن ضرورة الوعي بتاريخ الوطن، وما يهدده من مخاطر، ما يقتضي التضحية من أجله”؛ دون أن يفوتها أن تسجل الحضور القوي لقضايا الوطن في أشعار الشاعر علي صدقي أزايكو.

ولشعر “تازنزارت” بدوره نصيب في الدفاع الوحدة الترابية وعن الصحراء المغربية من خلال قصيدة “تاموكريست” باللغة الأمازيغية، أو “المشكلة” باللغة العربية، للمجموعة الغنائية “أرشاش” التي عبرت فيها عن “استماتة المملكة المغربية في الدفاع عن وحدتها الترابية، مذكرة ببسالة وشجاعة الأجداد المغاربة”.

الاخبار العاجلة