خطاب العرش خارطة طريق ملكية.. الماء قضية حيوية ومصيرية

هيئة التحرير29 يوليو 2024آخر تحديث :
خطاب العرش خارطة طريق ملكية.. الماء قضية حيوية ومصيرية

ألقى جلالة الملك محمد السادس مساء اليوم الاثنين خطابا موجها للأمة ، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربعه على العرش. وقد كان هذا الخطاب نموذجيا في الوضوح والتماسك.

ويمكن تقسيم نص الخطاب الى أفكار رئيسية وخاتمة ذات دلالة تليق بالذكرى الفضية لجلوس جلالة الملك على العرش وتحمله مسؤولية أمة كبيرة كالمغرب.

حصيلة ربع قرن:

ذكر جلالة الملك بكل ما تم تحقيقه إلى الآن على عهده من حيث البنيات التحتية وكل مظاهر التنمية الاجتماعية والسياسية والثقافية للمغرب. ولم يبالغ جلالة الملك في تعداد المنجزات كما لم يبخس نفسه ولا بلاده ما تحقق على الأرض تحت قيادته. كان خطابا منصفا وواقعيا.

وتتمثل الواقعية في الاعتراف بالنقائص وضرورة تداركها، كالمشاريع التي تأجلت أو تأخر إنجازها وقف الجدول الزمني المرسوم.

الماء قضية مصيرية:

كان الماء في معظم نسيج الخطاب الملكي بمثابة الكلمة المفتاحية رقم واحد. وحين اختار جلالةالملك هذا الموضوع فهو يدري ما لمعضلة الماء من خطورة على حاضر ومستقبل المغرب، مثلما يعي ويريد للشعب أن يدرك جيدا أهمية هذه المادة الحيوية في حياتنا اليومية وانعكاسها على كل القطاعات سواء في المدن أو البوادي.

ولم يثر الخطاب الملكي قضية الماء من باب الموعظة والتذكير فحسب بل أتى ليخاطب شعبه وفي اليد ما يمكن فعله وفي العقل خطط واضحة وقابلة للتفعيل، ومنها على سبيل المثال:

ــ مواصلة بناء السدود، سيما بالمناطق التي تعرف تساقطات معتبرة. ووجلالة الملك محمد السادس لم يأت هنا ببدعة من عنده بل يحيي سياسة والده المرحوم الحسن الثاني الذي كان سباقا لاستشعار خطورة الماء في المستقبل الذي هو حاضرنا اليوم وكان له حرص وشغف ببناء السدود إلى درجة لقبه الناس ب “باني السدود”.

ــ نقل وتوجيه الأحواض المائية ضمن مسارات جديدة في إطار العدالة في توزيع الماء على مناطق المغرب وجهاته، في إطار مغرب متضامن مدينيا وقرويا.

ــ تحلية مزيد من مياه البحر وإنشاء المحطات ذات القدرة العالية مثلما حصل في الدار البيضاء، مع توفير وتكوين أطر مغربية كفؤة في هذا المجال الحيوي.

ــ ربط الصحراء المغربية، سيما الداخلية، بهذه السياسة المائية الوطنية، وفي ذلك إشارة إلى أن المغرب يسير بسرعة تنموية قصوى كجسم واحد وبعقل يضع الصحراء المغربية في قلب كل المعادلات.

فلسطين..ورئيس لجنة القدس

ذكر الخطاب الملكي العالم بأن ملكه هو رئيس لجنة القدس الحريص على هذه الأمانة كأمير للمؤمنين وسبط للرسول الكريم. وأن يخصص جلالة الملك لفلسطين حيزا كبيرا في خطاب العرش فهذا ليس مجانيا أو دعائيا، بل رسائل فصيحة لكل ذي سمع ولب تقول أمرين كبيرين:

ــ المغرب يعتبر اليوم كما  أمس وقبله، القضية الفلسطينية قضية وطنية.

ــ المغرب يملك تصورا ناضجا ليس فقط للتهدئة في غزة بل لحل جذري للقضية الفلسطينية ضمن وحدة التراب الوطني الفلسطيني، حيث غزة جزء أصيل من أرض الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ــ القدس الشرقية تعني المسجد الأقصى، الذي لا تنازل عنه مهما كانت صفقات المتاجرين مغربية، فهي لا تغري ملكا ابن ملك وأجداده ملوك يزهدون في الدنيا من أجل المقدسات.

وفي اختيار موفق لخاتمة خطاب يخاطب العقل والقلب أورد الملك آية كريمة تقول: “والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها “. صدق الله العظيم

ومثلما كان الماء مستهلا لخطاب الذكرى الفضية ختم الخطاب بآية تتحدث عن الماء وتفتح باب الأمل من أمير المؤمنين إلى شعب المؤمنين بالله أن الأمل باق في سنوات خير يعم فيها المطر، وفي انتظار ذلك يجب أن نعمل، ومن ضمن ما شدد عليه الملك في هذا العمل الصالح: ترشيد استهلاك الماء وعد التساهل مع تبذيره.

الاخبار العاجلة