خبير استراتيجي: الرهان على “ضمانات غربية” بشأن استقرار المنطقة مجرد أوهام

هيئة التحرير16 أبريل 2024آخر تحديث :
خبير استراتيجي: الرهان على "ضمانات غربية" بشأن استقرار المنطقة مجرد أوهام

>

حصري, تقارير سبوتنيك, العالم, أخبار العالم الآن, إيران, أخبار إيران, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم

حصري

يترقب العالم تداعيات الأزمة بين إيران وإسرائيل، بعد انتقالها لمواجهات مباشرة، في ظل تحذيرات من تداعيات غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة.

عقب الرد الإيراني على الهجوم على قنصليتها في دمشق، قالت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية على لسان مسؤولين أن حكومة نتنياهو سترد على الهجوم الإيراني، في المقابل توعدت إيران برد ساحق على أي تحرك أو رد إسرائيلي يستهدف أراضيها.

ورغم أن الرد الإيراني جاء بعد استهداف إسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، لكن اصطفاف الغرب لمساندة إسرائيل، طرح تساؤلات هامة بشأن ما يسعى إليه الغرب في المنطقة، ومساندته التي يرى خبراء أنها تدفع نحو تأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط.

في هذا الإطار، قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن الاستراتيجية الغربية في المنطقة العربية، لم تتغير منذ الحروب الصليبية، إلى مؤتمرات “كامبل بانرمان وسايكس بيكو ووعد بلفور”.

وأضاف الرز، في حديثه مع “سبوتنيك”، أن الاستراتيجية الغربية، اشتدت وتيرتها بانتقال الزعامة الأطلسية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.

وتابع بقوله: “إن خلاصة الاستراتيجية الاستعمارية تنص على منع قيام قوة عربية تتشارك بأبعادها الحضارية والثقافية والدينية وبمخزونها الاقتصادي والتنموي الهائل، في ما يسمى قلب العالم، الذي يربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا”.

ولفت الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إلى أن الغرب انتهج قديما أسلوب نهب الاكتشافات العربية، في مجالات الطب والهندسة وعلوم الحياة، وصولا إلى سلب الثروات الطبيعية من نفط وغاز ومناجم ذهب وثروات معدنية في العصر الحديث.

ويرى الرز أن الهدف الرئيسي لكل قوى الغرب، كان ولا يزال، هو خلق قوة غريبة، تفصل مشرق العرب عن مغربهم، وتمنع تكاملهم وتنميتهم، وتهدد سيادتهم الوطنية والقومية، فكانت “إسرائيل”، التي لو لم تكن موجودة لوجب على الغرب إيجادها، كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في السابق.

وشدد على أن أي مراهنة على ضمانات غربية لخدمة النهوض العربي وصيانة السيادة والاستقلال، هي مجرد أوهام، أكدتها كل التجارب، لأن الهدف الأطلسي لم ولن يتغير وهو تعزيز وظيفة “إسرائيل” في السيطرة على دويلات عربية ضعيفة.

وتابع: “ما حدث في عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم يكن عملية فدائية فقط في غلاف غزة، بل شكل خرقا حقيقيا للاستراتيجية الغربية في المنطقة العربية، وسط أجواء عالمية تتحرك بسرعة نحو تعدد الأقطاب، حيث نشهد تراجع حقيقي لأباطرة الغرب في مناطق وقارات عديدة، ولذلك وجدنا كيف تحول الغرب من الاهتمام بأوكرانيا إلى تركيز حركته في غزة”.

ولفت إلى أن حقيقة الديمقراطية الاستعمارية للغرب انكشفت في أكبر حرب إبادة عنصرية عرفها التاريخ الحديث التي وقعت في غزة.

ويرى محمد سعيد الرز، أن الديمقراطية الاستعمارية الغربية كانت سلاحا ذو حدين على المجتمعات الغربية، بين الناخب المتمسك بمفهوم الديمقراطية كقيمة حضارية، وبين سلطته التي تستخدمها شعارا لغايات استعمارية وتسلطية وقمعية لإرادة الشعوب.

واستطرد: “إسرائيل المحكومة بعقلية عنصرية متفلتة من أي قانون أو عرف أو مبدأ إنساني اعتدت بالقصف على قنصلية إيران في دمشق، ومن حق إيران الرد على العدوان بموجب القانون الدولي”.

ولفت إلى أن الحكومات الغربية تكتلت في موقف معاد للرد الإيراني، رغم أنه كان مكشوفا ومعلوما ومدروسا، ولم يسفر عن مقتل بشري واحد نظرا لأن فكرة مواجهة إسرائيل من أي جهة مرفوضة من دول الأطلسي، كونها تمس استراتيجيتها الدائمة تجاه المنطقة العربية.

وأشار إلى أن الغرب في الوقت الراهن ينصح الحكومة الإسرائيلية بعدم الرد على إيران، كي لا تشتعل حربا إقليمية تتدحرج معها التطورات إلى ما لا يمكن التكهن به.

وتابع: “في نفس الوقت سيؤدي فيه عدم الرد إلى انهيار حكومة نتنياهو، وتغيير المعادلات على ساحة المنطقة، بما يهدد توجهات الغرب التي لم تحقق أي مكاسب حتى الآن، في الوقت الذي أصبحت فيه شريكة في تقويض كل القيم الإنسانية، بجرائم الإبادة والمجازر والفصل العنصري”.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء يوم 13 أبريل/ نيسان الجاري، شن هجوم على إسرائيل بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، مؤكدًا أن الهجوم يأتي ردا على الهجوم الدامي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

على الجانب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض أكثر من 200 هدف إيراني، مشيرًا إلى إصابة الصواريخ الإيرانية لقاعدة عسكرية بأضرار طفيفة وإصابة مواطنة.

فيما قالت “القناة 12” الإسرائيلية إن “القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية قررت الرد بشكل واضح وحاسم على الهجوم الإيراني”، مؤكدةً أن “الرد سيكون بطريقة تقبلها واشنطن ولا يؤدي على الأرجح إلى جر المنطقة للحرب”.

الاخبار العاجلة