على إيقاع الابتكار والتكنولوجيا طيلة ثلاثة أيام، ما زالت مدينة مراكش تعيش فعاليات الدورة الثانية من معرض “جيتكس إفريقيا المغرب 2024″؛ بينما تستمر الأروقة والأجنحة داخل هذا الحدث البارز، المنظَّم إلى غاية 31 ماي الجاري، في توفير فضاء غني بالنقاشات الغنية والمتنوعة، مع استعراض “آخر صيحات” التكنولوجيا ولقاءات مثمرة بين جموع المهنيين والزوار والعارضين.
فضلا عن حوالي 800 شركة ناشئة مشارِكة ضمن دورة هذه السنة حاولت تحفيز دينامية ريادة الأعمال والابتكار، تميَّز الحضور الرسمي والمؤسساتي برواق خاص لأنشطة وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، التي ينعقد هذا الحدث التكنولوجي الأضخم في القارة الإفريقية تحت إشراف مباشرٍ منها، إلى جانب شركة “كون” الدولية، الفرع الدولي لمركز التجارة العالمي بدبي.
وحسب ما عاينته الجريدة وتوفر لها من معطيات خلال زيارة لها إلى رواق الوزارة الوصية على الانتقال الرقمي، فإن فضاءات العرض تضمنت “مساحة كبيرة للمؤتمرات لمناقشة آخر التطورات، ثم مساحة خاصة بـ”المواهب الرقمية المغربية” morocco Digital talents”، إضافة إلى حيّز مخصص للاجتماعات الثنائية بين مديري شركات ومسؤولين الوزارة، مع شاشات تفاعلية شارحة”.
إقبال ولقاءات ثنائية
إدريس لمجاوري، مدير “المنظومات وريادة الأعمال الرقمية” بالوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أكد أن “جيتكس إفريقيا موروكو” في نسخته الثانية، التي تتميز بمضاعفة وزارة الانتقال الرقمي نسبة المشاركين وكذا حجم الطاقة الاستيعابية في هذا المعرض التكنولوجي-الرقمي المهم الذي يعد الأول من نوعه على مستوى إفريقيا ليكتَسِب بذلك إشعاعا دوليا وإقليميا وليس فقط قاريا، يشكل فرصة لتعزيز الاقتصاد الرقمي وإشعاع إفريقيا العالمي عبر المملكة المغربية”.
ولفت لمجاوري، متحدثا إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “هذا الفضاء يَستقبل، طيلة أيام المعرض الثلاثة في رواق الوزارة والمؤسسات التابعة لها، وفودا ومجموعات مستثمرين من دول ومؤسسات مختلفة”، معلقا بالقول: “نلاحظ إشعاعا وإقبالا كبيرا على الساحة التكنولوجية والإبداعية للمغاربة والطاقات المغربية في شتى تخصصات التكنولوجيا”.
وتابع المصرح عينه شارحا: “رواق وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بمعرض جيتكس إفريقيا يشهد عددَ زوارٍ لا يكاد ينتهي طيلة اليوم، مع عقد مجموعة اجتماعات ثنائية، واستخدام شاشات عرض تفاعلي لمزيد من التواصل الفعال مع عموم المهتمين من المواطنين والزائرين، بمختلف فئاتهم وصفاتهم”.
وسجل مدير “المنظومات وريادة الأعمال الرقمية”، خلال حديثه لهسبريس، أن “كل يوم من أيام المعرض يعرف برمجة لقاءات مع رواد الأعمال المغاربة ورواد أعمال رقميين من مختلف قارات العالم الذين يزورون المغرب، ونرى فعلا اهتمامهم بالاستثمار في المغرب وخلق مقاولات أو شركات ناشئة بالمغرب””.
واستدل المتحدث على ذلك بأبرَز حدث عرفه الرواق، وهو “توقيع اتفاقيات مهمة؛ أبرزها إحداث مركز للبحث والابتكار في الخدمات السحابية الضخمة بالمغرب من طرف مجموعة عالمية، مع توفير ألف منصب شغل بالنسبة للمهندسين المغاربة”.
إشادة بالكفاءات المغربية
لا تخطئ عيون زوار رواق وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة فضاء خاصا تحت اسم “المواهب الرقمية المغربية”؛ وهو ما جعل إدريس لمجاوري، مدير “المنظومات وريادة الأعمال الرقمية” بالوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، يؤكد لـ هسبريس أن “الشركات العالمية والمستثمرين من مختلف قارات المعمور يشهدون بكفاءة الطاقات والمواهب المغربية الشابة، سواء كانوا مهندسين أو تقنيين؛ وهو ما لمسْناه في هذه الدورة من جيتكس 2024″، حسب تعبيره.
وفي إطار أنشطة رواق وزارة الانتقال الرقمي، أوضح المسؤول نفسه مفصلا “برمَجْنا عددا من اللقاءات مع المواطنين من أجل أن نشرح لهُم عمل هذا القطاع الحكومي في ما يخص ريادة الأعمال الرقمية، وكذا طموح الاستراتيجية الوطنية للانتقال الرقمي؛ بما فيها دعم المقاولات الناشئة ودعم الابتكار ودعم إحداث المقاولات ومنحهم استمرارية في التمويل سواء في مرحلة الإحداث ثم تطويرها على المدى المتوسط وعلى المدى الطويل”.
وأضاف لمجاوري: “رواق الكفاءات والمواهب الرقمية المغربية يضمن تقديم مستجدات في إطار تنزيل شراكة بين وزارة الانتقال الرقمي ووزراتيْ التعليم العالي والتربية الوطنية، عبر إحداث مجموعة من المبادرات الرائدة والوازنة والمبتَكَرة لدعم هذه الطاقات وكذا تحقيق الزيادة في عدد الخريجين من الكفاءات المغربية في مجال الهندسة الرقمية، وضمان مواءمة وتغيير كفاءاتهم مع حاجيات السوق المغربية والدولية”، خاتما بأن “المغرب صار، من خلال جيتكس بمراكش، قاطرة إقليمية في جلب الشركات المحتاجة لهذه الكفاءات”.
