الملتقى الدولي للفلاحة يسدل الستار بأرقام قياسية وتألق للمنتوجات المحلية

هيئة التحرير28 أبريل 2024آخر تحديث :
الملتقى الدولي للفلاحة يسدل الستار بأرقام قياسية وتألق للمنتوجات المحلية

على إيقاع الانتشاء بتحقيق أرقام قياسية جديدة من حيث عدد الزوار كما العارضين ونوعية المنتجات وتعدد الأقطاب والأروقة، أُسدلَ، مساء اليوم الأحد، ستار الدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2024، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس حول موضوع “المناخ والفلاحة.. من أجل نظُم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”.

وتجاوَز عدد زوار “سيام 2024” سقف المليون زائر، حسب الأرقام الرسمية المتوفرة إلى غاية بعد زوال الأحد، اليوم الختامي للمعرض، الذي استمر طيلة أسبوع في استقبال المتوافدين عليه من أغلب جهات المملكة، بعد تزامن أيامه الأخيرة مع بداية “العطلة البينية الربيعية” في مدارس المغرب وكذا نهاية الأسبوع.

الرقم جاء على لسان المندوب العام بالنيابة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، كمال هدان، في تصريح لوسائل الإعلام الحاضرة، مؤكدا أن “أشغال هذا الحدث الهائل جسّدت تميز ودينامية القطاع الفلاحي بالمملكة عبر العالم”.

1500 عارض من 70 دولة

تميزت فعاليات هذه الدورة، حسب المسؤول نفسه، بمشاركة 1500 عارض وعارضة من 70 دولة، مفيدا أنه، على مدار أسبوع، استقبل الملتقى “أكثر من 45 وفدا أجنبياً، من بينهم 22 وزيراً، بالإضافة إلى عدة منظمات دولية وإقليمية كالاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة”.

وأورد هدان أن “هذا المعرض، الذي استقطب أكثر من مليون زائر وزائرة إلى حدود منتصف اليوم الأحد، يؤكد دوْرَه كمنصة رئيسية للفلاحة على الصعيدين العالمي والقاري”، مضيفا “فخورٌ -بشكل خاص- بالإعلان عن انطلاق قطب الفلاحة الرقمية، الجديد هذه السنة، بشكل يُعزز وينضاف إلى 11 قطباً كانت توجد بالمعرض في السابق”، واعتبر ذلك “خطوة في اتجاه عصرنة ورقمنة الفلاحة بالمملكة”.

وبلغة الأرقام دائماً، أكد المسؤول نفسه أن “الدورة الـ16 أقيمَت على مساحة فاقت 12,4 هكتاراً (11 منها مُغطاة) بمشاركة 1500 عارض، من بينهم أكثر من 500 تعاونية، وأزيد من 200 من مُربّي المواشي”، قبل أن يعلّق قائلا: “هذا مؤشر دال يشهد اليوم على تنوع وغنى العرض المقدَّم في هذه السنة”.

ولفت مندوب المعرض بالنيابة إلى أن “قُطب المنتجات المجالية/ المحلية لفتَ الأنظار هذه السنة بشكل ملحوظ، إذ امتد على مساحة تناهز 16 ألف متر مربع احتضنت أكثر من 500 رواق”. كما سلط الأضواء على منتجات وجديد تجمُّعات المنتجين والمهنيين، بمن فيهم القادمون من مناطق الحوز المتضررة من زلزال شتنبر 2023.

أما بشأن “الجانب المعرفي والابتكارات”، فأبرز المتحدث ذاته أن دورة 2024 عرفت تنظيم نحو 40 ندوة وحلقة نقاش غنيّ حول العديد من المواضيع، خاصاً بالذكر “تغيرات المناخ، الرقمنة الفلاحية، أهمية البحث الزراعي”، فضلا عن “الاستدامة”، وكذا الندوة الدولية رفيعة المستوى المعنونة بـ”البحث الزراعي في مواجهة تحدي التغيرات المناخية”، التي شارك فيها وزير الفلاحة الإسباني، الذي حضرت بلاده بأكثر من 35 مقاولة وشركة كضيف شرف الدورة السادسة عشرة.

“خلاصة القول إنّ دورة 2024 لملتقى الفلاحة تكللت بنجاح باهر، ليس فقط لأنها سلطت الضوء على مستجدات وتطورات القطاع الفلاحي، وإنما بحُكم تعبيدها للطريق نحو مستقبل تكون فيه الفلاحة مرادفاً للاستدامة والصمود والابتكار”، يختم مندوب المعرض بالنيابة.
كما لم يفت هدان أن يعبّر، في التصريح عينه، عن “الشكر والامتنان لمجموع الشركاء والداعمين والعارضين والزوار ووسائل الإعلام على مساهمتهم القيمة في إنجاح هذا الحدث”.

مستجدات تنظيمية

كان محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد سَجل في تصريح، مساء السبت، “تحسنا مهما عبر تنزيل عدد من المستجدات التنظيمية فيما يخص تسهيل ولوج الزوار وتحسين الأروقة”.

هذه الدورة، التي كان موضوعها حول الفلاحة والمناخ والتنمية المستدامة والأنظمة الإنتاجية، مكنت، يضيف الوزير، من “التعرف على تكنولوجيات ومقاربات وكذا ممارسات جديدة تهم التأقلم مع قلة الأمطار والجفاف، مما سيمكن من تحقيق التحكم في الأنظمة الفلاحية والاقتصاد في المياه الموجهة للسقي أساسا”.

كما أبرز أنه “تم التعرف على تكنولوجيات جديدة تهم سلاسل الإنتاج باعتماد الرقمنة، إذ جاء العارضون الأجانب بتقنيات مهمة في هذا الإطار، بإمكان الفلاحة المغربية الاستفادة منها”، مشيرا إلى أن “هذه التقنيات الجديدة ستساهم في الرفع من الإنتاج الفلاحي بما يتراوح بين 30 و35 في المائة”.

المنتوجات المحلية .. أرقام دالة

حسب إفادات ومعطيات المنظمين، التي توفرت لجريدة هسبريس خلال تغطيتها لفعاليات معرض الفلاحة هذه السنة، فإن “قطب المنتوجات المحلية كان أحدَ أهم نقاط التجمُّع خلال الدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب”، إذ تميز بـ”حركية تسويقية مهمة”.

هذا القطب الشاسع هو ثمرة تعاون بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من خلال وكالة التنمية الفلاحية، والمديريات الجهوية للفلاحة ومندوبية المعرض.

وبلغة الأرقام، امتد القطب، خلال هذه الدورة، على “مساحة فاقت 16 ألف متر مربع، ضامّاً ما يتجاوز 125 كشكاً تعرض بها المجموعات المنتِجة والتعاونيات ومجموعات النفع الاقتصادي العديد من المنتوجات الشاهدة على غنى وعراقة الثروات التي يزخر بها المغرب من شماله إلى جنوبه.

ومن مجمل العارضين وصلت التعاونيات ما يناهز 800 تعاونية وأكثر من 16 ألفا و500 منتج، منهم 8 آلاف امرأة. وتم خلال هذه السنة، حسب المنظمين، “إيلاء اهتمام خاص بالمجموعات المنحدرة من المناطق المتضررة من زلزال الحوز، والتي بلغت 45 مجموعة، أي 10 في المائة من عدد التعاونيات المشاركة”.

وقدّرتِ الجهات الوصية على تنظيم المعرض “حوالي 100 مجموعة تشارك لأول مرة بالملتقى، أي بنسبة 20 في المائة”. وتنحدر المنتوجات المعروضة خلال هذه النسخة، والتي تمثل 25 قطاعا إنتاجيا، من جميع جهات المملكة، إذ يعرض ما يفوق من 5 آلاف صنف من المنتوجات التي تعد “دليلا على الجهود الهائلة التي يبذلها المنتجون لضمان الجودة والتنوع”.

الاخبار العاجلة