تفاجأ مرتادو مسجد بوعيطة بأيت ملول بإقدام السلطات المحلية على إغلاق مسجدهم أياما قليلة قبل عيد الأضحى 1445هـ، خصوصا وأن المسجد يعرف إقامة أكبر مصلى للعيد بالمنطقة، ويخطب فيه الشيخ إبراهيم بقلال.
مصلو المسجد رفضوا هذا الإغلاق ورفعوا لافتات تطالب بتدخل الملك لإعادة فتحه، تحت نص “سكان قبيلة أولاد بوعيطة بأيت ملول يستنجدون بجلالة الملك نضره الله وأيده بعد قرار إغلاق مسجدهم.
ويأت هذا الإغلاق أيضا أياما بعد جواب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن الوزارة حاسمة في توقيف كل خطيب لم يلتزم بأدبياتها التي تسكت الخطباء عن الحديث في قضايا الشأن العام، وذلك ردا على البرلمانية اليسارية التامني التي كانت راسلته بخصوص ما وصفته بـ”استغلال منابر المساجد للتهديد والتحريض وتكريس خطاب التطرف ضد المغاربة”.
وكانت منابر إعلامية عدة هاجمت خطيب المسجد الشيخ إبراهيم بقلال بعد خطبة عيد الفطر الماضي، عندما تحدث في خطبته عن التيار الذي يهاجم الأحكام الشرعية في الساحة المغربية ويدعو إلى التخلي عن المرجعية الشرعية.
كما أن الخطبة جاءت آنذاك في سياق النقاش حول “تعديلات مدونة الأسرة”، وهو ما استبشر به المغاربة خيرا، لأن الشيخ عبّر عن قناعة غالبية المغاربة، وأسهم في النقاش من فوق المنبر، وهو الأمر الذي قام به عدد من الخطباء في نفس خطبة العيد أو بعدها من خطب الجمعة.
الصحافي إبراهيم بيدون كتب، تعليقا على قرار الإغلاق:
“حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يتخذ هكذا قرارات تضيق على الخطباء والدعاة والعلماء..
تم إغلاق مسجد بوعيطة الذي يخطب فيه الشيخ إبراهيم بقلال.. بعد جواب الوزير للنائبة اليسارية بأنه لن يتخلف عن خطته في توقيف كل من كانت له كلمة مسموعة في المجتمع ويقول الحق بكل وضوح.. بل ويوضح مكامن الخلل في تغـ,ول الخطاب اللاديني..
يأت الإغلاق أيضا في وقت لم يصدر فيه بعد تقرير “مدونة الأسرة” الذي يحمل التعديلات والذي كانت خطبة الشيخ بقلال تعبيرا قويا عن مطالب المغاربة وأسرة المساجد..
صراحة كنت أستبعد هذا الإغلاق.. الذي فيه توقيف خطب الشيخ.. لأن الشيخ يعبر عن رأي الأغلبية المستضعفة.. فهل نفهم من هذا أن هذا التوقيف يتضمن رسالة سلبية من وزارة الأوقاف التي اختارت أن تبقى بعيدة عن نقاش التعديلات أو الانتصار للأحكام الشرعية.. وفي المقابل تنتصر لإخراس أصوات الخطباء والدعاة والعلماء الذين ينتصرون للمرجعية الشرعية في تدافع التيار الديني واللاديني في المغرب؟!”.
هوية بريس
