لم يقبل عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس فريقه بمجلس النواب، أحمد التويزي، ترويج أفكار بين الشباب المغربي على أن “أوروبا هي الجنة” وتشجيعهم على الهجرة غير النظامية إليها، معتبرا أنه “يمكن للشباب المغربي أن يضمن مستقبله في بلده إذا توفرت لديهم الإرادة اللازمة”.
وأوضح التويزي، في تصريح لجريدة “مدار21” الالكترونية على هامش ورشات الجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه “على وسائل الإعلام اليوم والأسر المغربية أن توصل رسالة إلى الشباب المغربي الذي يلقي بنفسه في البحر بأنه لايزال هناك أمل في بلدنا”، منتقدا “تسويد صورة المغرب في عقول الشباب مقابل اعتبار دول أوروبا على أنها جنة”.
وأضاف التويزي، أنه “يمكن للشباب المغربي أن يجد مستقبله في المغرب ودون الحاجة إلى المخاطرة بأرواحهم إذا توفر على الإرادة والتكوين اللازم والمطلوب للناجح في أي مجتمع”.
وشدد السياسي نفسه على أن “ما وقع في 15 شتنبر في مدينة الفنيدق سيتكرر”، مبررا قوله بأن “المغرب بلد يستقبل عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين وبلد مرور المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بحكم المسافة القصيرة التي تفصلنا عن القارة الأوروبية”.
واستحضر المتحدث ذاته الميثاق الدولي للهجرة الذي اعتمدته الأمم المتحدة والموقع في مراكش قائلا إن “هذا الميثاق تحدث على أن أصعب ما يمكن أن يهدد المغرب خلال السنوات القليلة المقبلة هو موجات الهجرات القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء نتيجة الحروب والأزمات والتغيرات المناخية”.
ومحاولا تبرير إقبال عدد من الشباب المغاربة على الهجرة غير النظامية عبر ثغر سبتة المحتلة انطلاقا من الفنيدق، اعتبر التويزي أنه “يجب أن نكون مستعود لموجات أخرى خلال السنوات القادمة والتي ستتكاثر بشكل أكبر”.
واتهم المسؤول السياسي ذاته الأسر والعائلات المغربية بـ”انسياقهم وراء ما يتم الترويج له على صفحات الفايسبوك والتيك توك واليوتيب”، متهما المغاربة، بشكل غير مباشر، بـ”متابعة التفاهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وثقته في ما يروج في قنوات منصات التواصل الاجتماعي”.
ودعا التويزي الشباب الذي يرغب في الهجرة إلى الدول الأوروبية غلى “زيارة الدول الإفريقية والبلدان المجاورة للمغرب من أجل استيعاب التطور الذي عرفته بلادنا على الرغم من إمكانياتنا المحدودة في جميع المستويات”.
وخاطب البرلماني عن حزب “الجرار” من يتهم الحكومة على أنها “المسؤولة عن أحداث الفنيدق” بأن “الحكومة قامت بعدد من الإصلاحات التي تساهم في تطور الشباب المغربي وعلى رأسها الإصلاحات في قطاع القضاء والتعليم والصحة والنقابات وغيرها من الإصلاحات”.
وفي السياق ذاته، أورد المتحدث ذاته أن “ورش صناعة السيارات الذي أصبح رائدا في المغرب بوصول نسبة التصنيع في المغرب إلى 60 في المئة يساهم فيه الشباب المغربي بالدرجة الأولى الذي يكون في المؤسسات المغربية”.
وتابع “السياسي البامي” أن “لا يجب أن نروج أكاذيب حول طبيعة مستوى العيش في فرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية”، مسترسلا أنه “لا يمكن أن تعيش في هذه الدول إلا بحصولك على وظيفة محترمة وبأجر كافي”.
وكانت مدينة الفنيدق قد استقبلت خلال الأيام القليلة الماضية أفواجاً كبيرة من الشباب المغربي ممن يرغبون في الهجرة إلى أوروبا عبر ثغر سبتة المحتلة، وذلك بعد ترويج حملة فايسبوكية بأن الأجواء يوم 15 شتنبر ستكون غائمة بما سيسهل هجرة المئات عبر الساحل الشمالي انطلاقا من الفنيدق إلى سبتة المحتلة.
