قالت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الجمعة، إن “الهجرة لم تبدأ البارحة، ونعرف جميعا أن أعداء الوطن أرادوا استغلال الأحداث”، مضيفة “أرفض أن نختبئ في أعداء الوطن سامحهم الله، وكلما تطورت البلاد وتنمت أكثر كلما ‘العديان غادي يجعرو’، ولو كان فقط فقط مغربي واحد ضمن المهاجرين كنت لأشعر بالمسؤولية”.
وتابعت المنصوري، خلال الجامعة الصيفية المقامة من شبيبة الأصالة والمعاصرة، أن “الأعداء حاولوا اللعب على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل زعزعة استقرار الوطن، ولكن أيضا وجدوا شبابا فقدوا الأمل”، موردة أن “السبب هو أزمة الثقة التي تراكمت، وبسبب الخطاب الشعبوي الذي يظهر لهم بأن الوطن لا يمكن أن يكون أسود أكثر مما يوجد”.
وأوردت أن هذا الخطاب “يبيع للشباب المغاربة بأنهم سيعيشون في بلاد أخرى حياة رائعة”، مضيفة “لا ينبغي أن نقارن الهجرة بسنوات الثمانينات التي كانت خلالها تتم بقواعدها وبوثائقها ويهاجر مواطننا معززا مكرما إلى دولة أخرى”، مفيدة أنه “بهذه الهجرة أصبح شبابنا يغادرون ليعيشوا في الخوف وفي أوضاع أقل كرامة بكثير من بلادنا”.
وأكدت المنصوري أن “الحكومة اشتغلت وأوجدت حلولا، لكن مع الأسف هناك تراكمات سنوات من غياب سياسة حقيقية تجاه الشباب جعلتنا أمام مشاكل كبيرة”، مشددة على أن هذه “الحكومة جاءت بحلول واقعية وأنزلتها لكن رغم الإرادة السياسية والإمكانيات المرصودة فإن الأمر يتطلب بعض الوقت ليكون هناك تأثير على حياة الشباب اليومية”.
وشددت “لهذا سنستمر في عملنا، وفي خلق فرص الشغل، وسنعيد في خطاباتنا السياسية التأكيد على الأمل وما تحققه بلادنا”، موردة أن “هناك نواقص ومشاكل ولا يمكن أن نقول إن الحكومة أنهت كل المشاكل ولكن انطلقنا في الدينامية التي أرادها الملك والمتعلقة بالدولة الاجتماعية وبمشاريع مهمة سيكون لها تأثير على حياة المغاربة”.
ومن جهته، أفاد محمد مهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن “إشكالية الهجرة ليست جديدة في المغرب وإفريقيا، وبدأت منذ الاستقلال، وناتجة عن أسباب سياسية واقتصادية”، مفيدا أن الحزب طالما اقترح آليات لتعزيز مسار الثقة مع الشباب، موردا أن أهم ملف يطرح من هذه الفئة هو التشغيل، موضحا أن وزارته أطلقت جواز الشباب للتواصل معهم وتأكيد اهتمام الحكومة بهم وخلق الثقة.
وأكد بنسعيد أن وزارة الشباب عملت على إبراز أن هناك نجاحات للشباب المغاربة، لأن من يفقدون الأمل ويجازفون بحياتهم للعبور إلى الضفة الأخرى لا يؤمنون بالمصعد الاجتماعي، موضحا أنه تم تخصيص جوائز في مجالات المقاولة والابتكار وغيرها لإظهار أن هناك نماذج مغربية تمكنت من النجاح، موضحا “لا حل لدينا إلا خلق الحلم المغربي”.
