حذر وزير العدل عبد اللطيف وهبي من أن هناك جمعيات في المغرب تسطو على الخطاب الحقوقي، موردا من جهة أخرى أن “فيسبوك” أضحى يشكل خطرا على القضاء.
ولفت وهبي، اليوم الإثنين، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة العدل وللمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للسلطة القضائية بلجنة العدل بمجلس المستشارين، إلى أن هناك سطو على الخطاب الحقوقي من طرف جمعيات، بينما المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان توارت إلى الوراء.
وأورد المسؤول الحكومي أنه يجب على المنظمات الحقوقية الجدية الخروج إلى الشارع وتدافع عن موقعها وموقفها وشرعية كلامها.
وأوضح أن هناك من قضى عقوبة سجنية بسبب النصب وأصبح يتحدث عن حقوق الإنسان، مضيفا أنه إذا “فرطنا فيها فإن الخطاب الشعبوي يسيء لها”.
ولفت إلى وجود مناقشة سطحية، ذلك أن وزيرا يقول كلاما فيهجمون عليه، مثلا عندما تحدث وزير الشؤون الإسلامية عن العلمانية “تحدث عنها بمفهومها الفلسفي والثقافي، لكن بعض الناس قرؤوا يوما أن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة ونسجوا قصة حول كلام الوزير”.
واسترسل أن هناك زعيم سياسي يتحدث عن جهل ومن لا يفهم شيئا يعطيه “التيساع”، مضيفا أن مفهوم العلمانية مفهوم سياسي كبير جدا، وهي لديها أسسها العلمية، مؤكدا أن التوفيق لديه مستوى عال فكريا وإنسان يقرأ وأنا عاشرته وفي كثير من الأحيان تناقشنا حول كتب، مؤكدا أن من يستطيع يمكنه مناقشته علميا.
وتابع وزير العدل عبد اللطيف وهبي أن العنف الرقمي يستهدف النساء والرجال معا والجميع أصبح ضحيته.
وقال وهبي إن “أخطر ما يهدد القضاء اليوم هو فيسبوك، ذلك أن القاضي يريد اتخاذ قرار ويخاف فيسبوك، وهذا الأمر يجب أن نوقفه ولا أقبل أن يتحدث أحد عن القضاء، خاصة أن يكون محام أو قاض سابق ويقول هذا الحكم ظالم”.
وتابع أن تحقير المقررات القضائية فيه مساءلة جنائية ومتابعة، وما يقال مشكلة يجب الحسم فيها، مضيفا “لم يبق أحد محمي في هذه البلاد، الكل أصبح مستباحا ويجب أن نوقف هذا الأمر”.
وأورد الوزير أن الأخطر من ذلك هو الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح ممكنا إخراج فيديو بصوت الشخص، مشددا مرة أخرى أنه يجب إيقاف هذه الأمور.
وتساءل بخصوص ما ينشر من اتهامات الفساد، “هل المغرب كله فاسد من ألفه إلى يائه، وأي مسؤول أو برلماني فهو فاسد، هل يعتقدون أن الوزير أو البرلماني لديه الأموال أمامه ويتصرف فيها كما يريد؟”.
وتابع أن رئيسة منظمة دولية قالت إنه “في المغرب لم نعد نهتم بما ينشر في فيسبوك كمرجع للمعلومة”، مضيفا أن الأمور تجاوزت الحد الأقصى.
