سلطت وكالة الأنباء الفلسطينية (وافا) في تقرير إخباري الضوء على مختلف البرامج والمشاريع التي تنجزها وكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذية للجنة القدس التي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل حماية المدينة المقدسة والحفاظ على طابعها العربي والإسلامي وتعزيز صمود مواطنيها.
وأبرز التقرير، تحت عنوان (بيت مال القدس.. تهدي المسجد الأقصى زيتا يُسرج في قناديله)، أهمية هذه المشاريع والبرامج التي تعزز صمود المقدسيين وتحافظ على بقائهم في مواجهة سياسات الاحتلال، والتي تهم العديد من المجالات بما في ذلك قطاعات التعليم والثقافة والرياضة ودعم الشباب والطفولة وتعزيز البنيات الصحية وحفظ التراث وإعادة إعمار المباني الأثرية والمساعدات الإنسانية، خاصة الموجهة للأرامل والايتام والمسنين والأشخاص من ذوي الإعاقة وهي البرامج التي تجاوزت قيمتها 70 مليون دولار.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس محمد سالم الشرقاوي قوله إن هذه الجهود التي تقوم بها الوكالة بإشراف مباشر من قبل رئيس لجنة القدس، جلالة الملك محمد السادس، تروم خدمة المدينة المقدسة وصيانة موروثها الديني والحضاري، ودعم صمود أهلها المرابطين.
وأضاف الشرقاوي أن تدخلات الوكالة متعددة لعل أبرزها في قطاع التعليم حيازتها عقارات لبناء خمس مدارس جديدة ورياض أطفال، وترميم وصيانة 10 مدارس قائمة، إضافة إلى تجهيز مباني الكلية الإبراهيمية، ومركز الطفل ببلدة شعفاط، ودار الطفل العربي، بطوابق جديدة ومختبرات وملاعب رياضية ومساحات خضراء.
وأشار إلى أن الوكالة شرعت في تجهيز الحرم الجامعي لجامعة القدس- بيت حنينا، إضافة إلى 10 مدارس، بنوادي بيئية بدءا من مدرسة الحسن الثاني بواد الجوز، مع إنجاز دليل الممارسات المُثلى الموجه للطلاب في المستويات الابتدائية والاعدادية، لحماية البيئة والتوازن الطبيعي في المدينة.
كما قدمت الوكالة خلال عام 2024 منحا لـ120 طالبا في مختلف التخصصات، وتم قبول 11 طالبا من غزة لاستكمال تعليمهم في المغرب في تخصصات الطب البيطري، في الموسم الجامعي 2024-2025، وأطلقت برنامجا لتشجيع الطلبة على إنجاز بحوث ودراسات جامعية، تعزز مواضيعها الوعي بمركزية القضية الفلسطينية، وبتاريخها الصحيح وجغرافيتها الكاملة.
وفي القطاع الصحي أبرز التقرير أن وكالة بيت مال القدس جهزت مستشفيين ميدانيين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ووفرت الأدوية والمستلزمات الطبية لفائدة مستشفى المقاصد والهلال الأحمر، ووزعت أغطية وبطانيات وحصصا غذائية لفائدة محافظة القدس ومستشفيات المطلع والمقاصد والهلال الأحمر.
ومن جانب آخر تناول التقرير تدخلات الوكالة فيما يخص حفظ التراث مشيرة الى أنه منذ بداية 2024، حيث أطلقت الوكالة جيلا جديد من المشاريع، استهدفت قطاعات التنمية البشرية وبرامج تمكين المرأة والشباب والزراعة وإعادة الاعتبار للمباني التاريخية من خلال نموذج المركز الثقافي المغربي- بيت المغرب في قلب المدينة القديمة من القدس، الذي يمزج بين العمارة الأصلية للقدس والعمارة المغربية العريقة.
كما تنفذ الوكالة نحو 100 تدخل في مجال الترميم والإعمار والمباني الأثرية في البلدة القديمة وبعض أحياء القدس، ضمن رؤيتها للاهتمام بالمباني الأثرية وحماية العقارات بعد تصنيف مستوى الأضرار التي لحقت بها، بمراعاة الخصوصيات المعمارية والهندسية للمباني في البلدة القديمة.
وتطرق التقرير لبعض المشاريع المنجزة لصالح أطفال وشباب القدس ومنها على الخصوص نموذج محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس، وجائزة ألوان القدس، والتي شملت مدراس القدس والمغرب بهدف تعزيز حضور القدس والقضية الفلسطينية في أذهان الناشئة، والمخيم الصيفي لأطفال القدس في المغرب، ويستفيد منه 50 طفلا مقدسيا، وبرنامج كفالة اليتيم المقدسي، الذي يقوم على تقديم منحة شهرية بقيمة 80 دولار لفائدة أيتام القدس، واستفاد منها عام 2024 نحو 125 يتيماً، وبرنامج دعم المشاريع التشغيلية واستفادت منه حوالي 100 عائلة مقدسية بالتنسيق مع محافظة القدس، ومشروع التمكين الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تناول التقرير إطلاق الوكالة منصة لتوثيق وحماية التراث الإنساني للمدينة من خلال بيت المغرب، المعلم المعماري الأثري التاريخي الثقافي الذي يقع في قلب البلدة القديمة من القدس على بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى المبارك، ويعرض تاريخ المكون المغربي في القدس الشريف ويعزز العلاقات الوطيدة بين المغاربة والفلسطينيين، ويعد أول مركز ثقافي مغربي في القدس وأكبر مركز ثقافي عربي في فلسطين يمزج بين الطابع المغربي وفنون العمارة المحلية.
أما المنصة الثانية التي أطلقتها الوكالة ،يضيف التقرير، فهي حاضنة المقاولات الناشئة، والتي تهتم بتوفير إمكانيات لحاضنة المقاولات الناشئة للشباب وفرص حقيقية للإدماج في أسواق العمل، واستفادت منها ست مقاولات فلسطينية ناشئة في الفوج الأول وشاركت في معرض “جايتكس أفريقيا” في مراكش في شهر ماي الماضي، كما تستفيد ست مقاولات ناشئة أخرى ضمن الفوج الثاني الذي سيحضر معرض “جايتكس العالمي” في دبي من 12 أكتوبر الجاري.
وتشمل استراتيجية الوكالة أيضا منصة “دلالة” للتجارة الإلكترونية والتضامنية، والتي تهتم بتسويق منتجات المؤسسات الإنتاجية والجمعيات الحرفية في القدس من خلال شراء هذه المنتجات وعرضها في عدة معارض دولية، في إطار تضامني يهدف لدعم قطاع التجارة والخدمات في القدس وتحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للعاملين فيها.
بالإضافة لذلك أحدثت الوكالة ضمن استراتيجيتها الرقمية منظومة متطورة للتعليم عن بُعد، فضلا عن العيادة النفسية الإلكترونية للتكفل بحالات الاضطراب النفسي جراء الصدمات، إلى جانب تطبيقات “هيَّا” للترفيه والتثقيف في فضائل بيت المقدس، الموجهة للأطفال واليافعين.