الرباط-أسامة بلفقير
هي دولة لازالت تتسول المساعدات من أجل إطعام شعبها، لكنها مع ذلك تجد الوقت لتقحم أنفها في قضية الصحراء المغربية التي حسمها الكبار، من ولايات متحدة وفرنسا وإسبانيا واللائحة طويلة. ذلك أن ناميبيا، الغارقة في وضع اقتصادي واجتماعي مأساوي، خرجت للتنديد بالقرار الفرنسي الاعتراف بالسيادة المغربية.
هذه الدولة التي يعاني شعبها الويلات، ذهبت لتطلب الصدقة من اليابان التي أعلنت عن هذه الصدقة من خلال بيان مشترك مذِلٍّ لناميبيا، الشيء الذي يطرح إشكالا حقيقيا لبلد ضعيف لا يملك قوت يومه، كيف له إذا أن يكون سيد قراره أمام دبلوماسية “البترودولار” وتجويع الشعب الجزائري مقابل تمويل الدعم الوهمي للأطروحة الانفصالية.
الحقيقة أن دعم ناميبيا للبوليساريو صنيعة الجزائر هي عنوان مقولة “تشبث غريق بغريق”. ذلك أن نظام الكابرانات يتسول الدعم من الدول التي لا تستطيع حتى توفير الطعام لشعوبها، بعدما أيقن بأن الملف حسم بشكل نهائي على الصعيد الدولي، ولم يعد أمام المنظومة الدولية إلا الاعتراف الأممي الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه.
لذلك، على ناميبيا ومثيلاتها من الدول الغارقة في براثين الفقر والفساد، أن تسارع إلى معالجة أوضاعها الداخلية وأن تهتم برسائل تسول المساعدات كما وقع حين قرر صندوق قطر للتنمية إرسال مساعدات غذائية عاجلة إلى المتضررين من الجفاف في جمهورية ناميبيا، حيث قامت 5 طائرات تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية بإيصال الشحنات المؤلفة من 42 طنا من مختلف المواد الغذائية..فهذا من شيم العرب، ومن شيم المغاربة أيضا أن يقدموا المساعدة لمن هم في حاجة إليها..لكن على هؤلاء أن يهتموا على الأقل بأوضاعهم، لا أن يعلنوا عن دعم وهمي وهم في أمس الحاجة إلى الدعم بالماء والطعام.