تتزايد المخاوف داخل الأوساط الكروية المغربية قبل المواجهة المرتقبة بين نهضة بركان وشباب قسنطينة الجزائري في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بأجواء مباراة الإياب في الجزائر
ويخشى أنصار الفريق البركاني من احتمال تعرض اللاعبين لاستفزازات مماثلة لتلك التي شهدتها مباريات سابقة ضد الأندية الجزائرية، سواء داخل الملعب أو في المدرجات.
ويأتي هذا القلق في ظل الحساسية المتزايدة في المباريات المغربية-الجزائرية، والتي غالبًا ما تتجاوز الطابع الرياضي إلى التوتر السياسي الذي يؤثر على الأجواء العامة للمواجهات.
مباراة الإياب، التي ستُقام يوم 27 من الشهر الجاري بمدينة قسنطينة، يُتوقع أن تحمل معها أجواء مشحونة من شأنها أن تؤثر على سير اللقاء.
الجماهير المغربية، وخاصة أنصار نهضة بركان، عبّرت عن مخاوفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من احتمال تعرض الفريق للاستفزازات سواء قبل المباراة أو أثناءها، مثل الهتافات العدائية، أو المضايقات التي قد تخرج عن إطار المنافسة الرياضية.
واستشهدت فئة من أنصار الفريق البرتقالي بما حدث سابقًا في مواجهات جمعت بين فرق مغربية ونظيرتها الجزائرية، حينما سُجلت بعض التصرفات غير الرياضية التي أثرت على أجواء اللعب وأثارت الجدل داخل الأوساط الكروية.
وشهدت النسخة الماضية من نصف نهائي الكونفدرالية بين نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري توترات حادة أثرت على مسار المواجهتين.
البداية كانت في الجزائر، حينما رفض الفريق البركاني خوض المباراة بعد مصادرة السلطات المحلية قمصانه بسبب احتوائها على خريطة المغرب كاملة.
ولم يختلف الأمر في لقاء الإياب بالمغرب، إذ امتنع الفريق الجزائري عن اللعب احتجاجًا على ارتداء نهضة بركان نفس القمصان، معتبرًا ذلك استفزازًا سياسيًا.
القرار النهائي جاء من “الكاف”، الذي اعتبر الفريق المغربي فائزًا في المواجهتين بنتيجة 3-0، ليحسم تأهل زملاء يوسوف دايو إلى النهائي الذي خسره أمام الزمالك.
وارتفعت الأصوات المطالِبة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) بضرورة التدخل المبكر لضمان إجراء المباراتين في أجواء رياضية خالصة، ومنع أي تجاوزات قد تؤثر على السير العادل للمنافسة، سيما بملعب “الشهيد حملاوي” بقسنطينة.
وطالبت الجماهير المغربية بضرورة فرض رقابة صارمة على التنظيم في الجزائر، لضمان عدم تكرار سيناريوهات سابقة شهدت مشاحنات أو قرارات تحكيمية مثيرة للجدل.
كما حثت لاعبي نهضة بركان على التحلي بأعلى درجات الانضباط الذهني وعدم الانجرار وراء أي تصرفات استفزازية قد تؤثر على تركيزهم داخل الملعب.
نهضة بركان، الذي سيخوض مباراة الذهاب على أرضه يوم 20 من الشهر الجاري، يسعى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تمنحه أسبقية مريحة قبل التنقل إلى الجزائر.
وفي ظل التجربة القارية الغنية للفريق البرتقالي، يعوّل الجهاز الفني بقيادة المدرب التونسي معين الشعباني على قدرة اللاعبين على التعامل مع الضغوط والتحلي بالهدوء المطلوب في مثل هذه المواجهات.
ويؤكد متابعون أن تجاوز هذه المرحلة بنجاح يتطلب تركيزًا عاليًا، سواء على المستوى الذهني أو التكتيكي، لتفادي أي سيناريوهات قد تؤثر على حلم الفريق في بلوغ النهائي القاري.
ومع اقتراب موعد المباراة، تتجه الأنظار إلى هذ الديربي المغاربي التي يُتوقع أن تحمل في طياتها الكثير من الإثارة داخل الملعب، وربما أيضًا بعض التوترات خارجه.