عندما نتحدث عن الزلازل والهزات الأرضية، لا بد أن يتبادر إلى أذهاننا على الفور مقياس ريختر، ذلك المقياس الذي نسمع عنه في الأخبار عند حدوث أي زلزال كبير.
ولكن هل تساءلت يوماً عن سبب تسمية هذا المقياس بهذا الاسم؟ وما هي القصة وراء هذا الرجل الذي ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بواحدة من أقوى القوى الطبيعية على وجه الأرض؟
مقياس ريختر: أداة لقياس قوة الزلازل
مقياس ريختر هو مقياس لوغاريتمي يستخدم لتحديد قوة الزلازل. وهو يعتمد على قياس سعة الموجات الزلزالية التي تسجلها أجهزة قياس الزلازل (السيزموجراف). كلما زادت سعة هذه الموجات، زادت قوة الزلزال، وبالتالي ارتفع الرقم على مقياس ريختر.
من هو تشارلز فرانسيس ريختر؟
تشارلز فرانسيس ريختر هو عالم الزلازل الأمريكي الذي طور هذا المقياس بالتعاون مع زميله بينو غوتنبرغ في عام 1935.
ولد ريختر في هاميلتون، أوهايو، في عام 1900، ودرس الفيزياء والرياضيات في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس.
كيف تم تطوير مقياس ريختر؟
في الثلاثينيات من القرن العشرين، كانت كاليفورنيا تشهد نشاطاً زلزالياً مكثفاً. وكان هناك حاجة ماسة إلى أداة موحدة لقياس قوة هذه الزلازل ومقارنتها. عمل ريختر وغوتنبرغ على تطوير مقياس يستند إلى البيانات التي تجمعها أجهزة قياس الزلازل المثبتة في جنوب كاليفورنيا.
لماذا سمي المقياس باسم ريختر؟
على الرغم من أن مقياس ريختر كان نتاج عمل مشترك بين ريختر وغوتنبرغ، إلا أن الاسم الذي اشتهر به هو مقياس ريختر. يرجع ذلك إلى عدة أسباب:
- الدور الرئيسي لريختر: لعب ريختر دوراً رئيسياً في تطوير المقياس وتطبيقه، وكان له الفضل الأكبر في نشره وتعميمه.
- البساطة والسهولة: أصبح مقياس ريختر معياراً عالمياً لقياس قوة الزلازل، وارتبط اسم ريختر به بشكل وثيق لدرجة أن الناس نسوا تقريباً اسم غوتنبرغ.
- التأثير الكبير: كان لمقياس ريختر تأثير كبير في فهمنا للزلازل وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.
أهمية مقياس ريختر
مقياس ريختر هو أداة أساسية في دراسة الزلازل وتقييم مخاطرها. فهو يساعد العلماء على فهم آلية حدوث الزلازل وتوزيعها الجغرافي، كما يساعد المهندسين على تصميم المباني والمنشآت قادرة على تحمل الهزات الأرضية.
مقياس ريختر: أداة قوية ولكنها ليست مثالية
على الرغم من أهمية مقياس ريختر، إلا أنه ليس بدون حدود. فمقياس ريختر يقيس فقط قوة الزلزال عند مركزه، ولا يعطي أي معلومات عن شدة التأثيرات الزلزالية على سطح الأرض.
كما أن مقياس ريختر لا يمكن استخدامه لقياس الزلازل الصغيرة جداً أو الكبيرة جداً.