كيف تفاعل الفنانون المغاربة مع موجة “الهجرة الجماعية”؟

هيئة التحرير18 سبتمبر 2024آخر تحديث :
كيف تفاعل الفنانون المغاربة مع موجة “الهجرة الجماعية”؟

عاشت مدينة الفنيدق، خلال الأيام الأخيرة الماضية، على وقع جدل واسع، بسبب الهجرة غير النظامية، التي هزت المجتمع، وتفاعل مع تفاصيلها الصغير قبل الكبير، في طرح صريح لواقع مؤلم عاشته الكثير من الأسر، ليتجدد النقاش عن كيفية تفاعل الفنان المغربي عبر حساباته التي يتابعها الملايين من الشباب مع مثل هذه القضايا الحساسة.

وقد انتبهت فئة عريضة من النشطاء، في هذه الظرفية، لتفاعل متباين بين مختلف الفنانين المغاربة، حيث انقسمت التحركات لشقين، الفئة الأولى من الفنانين، تابعت كل تفاصيل القضية منذ تسريب تاريخ 15 من شهر شتنبر الجاري كموعد لتنفيذ خطة “الهجرة الجماعية السرية” من مدينة الفنيدق إلى سبتة، حيث استهلت هذه الفئة عبر مختلف حساباتها الشخصية على منصة “انستغرام”، توجيه تدوينات ورسائل شديدة اللهجة للراغبين في المخاطرة بحياتهم.

وتفاعل النشطاء بدورهم مع تدوينات هؤلاء الفنانين، بالنشر عبر مختلف الصفحات المليونية على “انستغرام”، محاولين بث الأمل والعزيمة في شباب المغرب على تجنب المخاطرة والبقاء في بلدهم.

وكمثال على ما سبق، حاول الفنان فيصل عزيزي، منذ بداية التخطيط للهجرة، توجيه رسائل عميقة لمتابعيه الشباب، مبديا تفهمه لوضعيتهم وتقديره لأحلامهم ورغباته، حيث ظهر ما مرة في مقاطع فيديو، و”قصص قصيرة”، يتحدث فيها عن التهديدات والمخاطر التي سيواجهونها وسط البحر ليلا، الأمر الذي يهدد حياتهم، وحياة أسرهم، موجها رسالة صريحة لباقي الفنانين للتحرك والحديث أكثر عن هذه الظاهرة.

من جهة أخرى، فضلت فئة عريضة من مشاهير المغرب، البقاء بعيدا عن كل هذه التفاصيل الخاصة بالهجرة، ولم يشاركوا أي شيء يخص الموضوع على حساباتهم بمصنات التواصل الاجتماعي، حيث استمروا في أنشطتهم الفنية المعتادة، غير آبهين بكل المستجدات والوقائع التي عاشتها الأسر المغربية في التاريخ سالف الذكر، وهو ما جلب عليهم حملة واسعة من الانتقادات.

وهكذا، يرى الجمهور المغربي، أن للفنان مسؤولية كبيرة تجاه ملايين الأشخاص الذين يتابعونه، وبحكم تأثير هذه الفئة على متابعيها، يجب أن تتفاعل دائما مع مختلف القضايا المجتمعية، والابتعاد عن الترويج لحياة الرفاهية والوردية “الوهيمة” في بعض الأحيان، والتباهي بالممتلكات، وتحقيق الأحلام، تجنبا لاستفزاز فئة مهمة من الشباب، وعدم تشجيعهم على المخاطرة بحياتهم في سبيل الحصول على كل ما سبق.

الاخبار العاجلة