أكد رئيس حزب الصواب الموريتاني، والنائب البرلماني، عبد السلام ولد حرمة، أهمية حضور المملكة المغربية مغاربياً، معتبراً أن أحد عوامل حضور الرباط مركزيا في المغرب الكبير وقوته في المنطقة، سواء من الناحية التاريخية أو الجغرافية أو الموضوعية، نشاط نخبه “والتي تعد الأكثر نشاطاً وحضوراً”.
تصريحات ولد حرمة تأتي تزامناً مع محاولات جزائرية لعقد قمة ثلاثية، بينها وبين تونس وليبيا، بحضور الانفصالي إبراهيم غالي، وذلك بغية خلق تحالف مغاربي يغيب عنه المغرب وموريتانيا، وهو ما أثار جدلاً واسعاً وقوبل برفض منقطع النظير من عدد من السياسيين المغاربة الذين ما زالوا متمسكين بحلم الاتحاد المغاربي.
وسجل المسؤول الحزبي الموريتاني، في حديث مقتضب مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الموريتانيين والمغاربة شعب واحد في بلدين، مبرزاً ضرورة إعادة طرح حلم الاتحاد المغاربي، الذي لطالما كان هدفاً للكثير من المغاربيين وظلوا يفكرون فيه لسنوات.
وأضاف ولد حرمة: “البعض يريد أن ننساه، ولكن في الحقيقة هو أهم قضية مطروحة الآن”، واصفاً في السياق نفسه أن العلاقات المغربية الموريتانية علاقات ممتازة وجيدة، وشهدت في السنوات الأخيرة دفعة كبيرة من التعاون والتكامل.
ولفت النائب البرلماني، الذي كان في زيارة للمغرب خلال الأيام الفارطة، إلى أن العلاقات بين الرباط ونواكشوط لا تقتصر على علاقات اقتصادية “وإن كان الاقتصاد قائماً فيها، لكنها حتماً ليست علاقات منفعة بحثاً وإن كانت المنفعة واضحة فيها، وإنما هي علاقات نفسية ووجدانية وتاريخية”.
واعتبر أنه في الفترة الحالية، وعلى المستوى الرسمي، تسير العلاقات بشكل جيد، وعلى المستوى الشعبي هناك مؤشرات عديدة تبرز حجم التلاحم، مستدركا: “نحن لسنا بكامل الرضا عن واقعها الآن، ونطمح إلى ما هو أكثر، لكنها في حالتها الآن حالة جيدة مطمئنة، وعندها آفاق ونتطلع إلى ما هو أحسن”.
يشار إلى أنه في أواخر شتنبر الفارط، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في نيويورك، مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك.
وخلال هذه المباحثات، التي جرت يومها على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تم بحث سبل تعزيز العلاقات بين المغرب والجمهورية الإسلامية الموريتانية. إذ أشاد الوزيران بمتانة أواصر الأخوة والتعاون الفاعل التي تربط بين البلدين، وبتقارب وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وناقشا كذلك سبل توطيد هذه العلاقات بما يرقى إلى تطلعات البلدين.
وفي يناير، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن موريتانيا لها دور مهم وفاعل أساسي في المبادرة الدولية لملك محمد السادس لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مشدداً على أن العلاقات بين الرباط ونواكشوط لا مثيل لها.
وأوضح بوريطة في ندوة صحفية إلى جانب نظيره الموريتاني، بالرباط، أن نواكشوط والرباط على اتصال دائم ومستمر في جميع الملفات، مؤكداً أن زيارة ولد مرزوق لها طابع خاص، حيث جاءت بتعليمات من الرئيس محمد ولد الغزواني.
وأشار المسؤول الحكومي المغربي إلى أن العلاقات المغربية الموريتانية “تاريخية” تفرضها الجغرافيا ورابط الدم والعلاقات الروحية القوية بين شعبي البلدين، مؤكداً أن قائد البلاد يعطي للعلاقات بين الجارين “أهمية خاصة وكان حريصاً على تطويرها في كل المجالات ودعمُها حاضر في تعليماته، وذلك من منطلق الروابط الاستثنائية التي تجمع البلدين”.