لا يخفى على جمهور الأغنية العربية، ذلك الولع الخاص الذي يكنه الفنان العراقي سيف نبيل للمغرب، ثقافة وفنا وجمهورا. ففي أكثر من مناسبة، عبر عن تقديره للفنانين المغاربة، ورغبته في خوض تجارب موسيقية تشبه هذا البلد الذي يجمع بين الأصالة والتنوع الإيقاعي.
هذا الحب لم يبق مجرد كلام أو نوايا، بل تحول إلى أغان مشتركة تترجم على أرض الواقع، فقد كانت البداية قبل حوالي سنتين، حين اجتمع سيف نبيل مع الفنان المغربي الدوزي في أغنية “عليك”، وهي تجربة حملت بصمتين شرقية ومغربية، وكتبت بلغة بيضاء قريبة إلى الدارجة المغربية، لتكون جسر تواصل مع الجمهور في كلا البلدين.
ورغم أن الأغنية لم تحقق أرقاما عالية، إذ بلغت قرابة ثلاثة ملايين مشاهدة، إلا أنها شكلت بداية علاقة فنية مغاربية رسمها سيف نبيل بحب وتأن.
ولأن الفن مثل الحب، حين يكون صادقا، لا يمل من المحاولة، عاد سيف نبيل هذه السنة بتجربة جديدة، وهذه المرة مع الفنانة المغربية هند الزيادي، التي سحبت الفنان العراقي إلى قلب الثقافة المغربية الأصيلة، من خلال أغنية “ألو ألو”، التي تم تصويرها في مدينة مراكش، واكتست لمسات مغربية واضحة من حيث الأزياء، الأجواء، وحتى اللمحات الموسيقية.
الأغنية التي لم يمر على إطلاقها سوى أيام معدودة، تمكنت من جذب أنظار المتابعين في مختلف البلدان العربية، وسرعان ما تجاوزت ثمانية ملايين مشاهدة على “يوتيوب”، في دليل على أن سيف نبيل وجد في التعاون المغربي ليس فقط إلهاما، بل نجاحا جماهيريا حقيقيا.
وما يميز تجربة سيف نبيل في تعاونه مع فنانين مغاربة، أنه لا يتوقف عند حدود اللحن والصوت، بل يتغلغل في روح الثقافة المغربية، سواء عبر اختيار مواقع التصوير، أو الانفتاح على اللهجة، أو حتى الانسجام مع الإيقاعات المغربية المختلفة، في كل عمل، يظهر وكأنه يريد فعلا أن يفهم هذا البلد أكثر، أن يعبر عنه بطريقته، وأن يكون جزءا من نبضه الفني.
وفي كل لقاء صحافي، يؤكد سيف نبيل أن المغرب بلد خاص بالنسبة له، بموسيقاه وجمهوره وطاقاته الإبداعية، وهو ما يجعلنا نتساءل: من الفنان المغربي القادم الذي سيجمعه “ديو” جديد مع الفنان العراقي؟ وهل نشهد قريبا عملا عربيا مغربيا بمذاق عالمي من توقيع سيف نبيل؟.