زيارات مسؤولين للصحراء المغربية تترجم دعم فرنسا من أقوال لأفعال

هيئة التحرير26 فبراير 2025Last Update :
زيارات مسؤولين للصحراء المغربية تترجم دعم فرنسا من أقوال لأفعال

في خطوة تعتبر دليلا على عمق العلاقات بين فرنسا والمغرب، شهدت الفترة الأخيرة زيارات متتالية لمسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى إلى الصحراء المغربية، وهو ما يعتبر دعما عمليا يعكس التزام باريس المتزايد بتعزيز روابطها مع الرباط وتأكيد موقفها الثابت من النزاع المفتعل.

تحويل هذا الدعم من أقوال إلى أفعال يعكس أيضا تحولا ملموسا في السياسة الفرنسية، إذ إن الزيارات المتتالية تبرز رغبة باريس في تعزيز استقرار المنطقة ويرسل رسالة قوية للمجتمع الدولي حول موقف فرنسا الثابت من سيادة المغرب على صحرائه، ويعد تحولا استراتيجيا نحو تعزيز العلاقات بينهما.

فبعد أسابيع من زيارة سفير باريس، كريستوف لوكورتييه، الصحراء المغربية، جاء الدور على وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، ثم بالأمس، حط رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشييه، مرفوقا بوفد رفيع المستوى، بمطار العيون، مؤكدا دعم بلاده للسيادة المغربية.

المسؤول الفرنسي، أكد بشكل صريح وأمام مسؤولي الأقاليم الجنوبية، أن هذا موقف ليس مجرد سياسة ظرفية، بل أصبح خيارا استراتيجيا تتبناه مختلف مؤسسات الدولة الفرنسية؛ ما يعكس عمق الروابط التاريخية والثقة المتبادلة بين البلدين، وأن موقف باريس غير قابل للتأويل، لأنه أصبح جزءا من العقيدة السياسية الرسمية للجمهورية الفرنسية.

نوفل بعمري، الباحث في شؤون الصحراء، اعتبر أن الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الفرنسيون، منذ زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون للمغرب وإعلانه عن موقف بلاده الجديد من ملف الصحراء الداعم لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي للملف، وتأكيده على أن حاضر ومستقبل المنطقة تحت سيادة المغرب، هي زيارات مؤطرة بهذا الموقف الفرنسي الجديد.

وسجل بعمري في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن باريس أصبحت تترجم موقفها الداعم لمغربية الصحراء في كل مناسبة سياسية أو اقتصادية أو دبلوماسية، مبرزا أن زيارة رئيس مجلس الشيوخ للمغرب واستقباله رسميا في الأقاليم الصحراوية الجنوبية مناسبة ليطلع فيها على التطور الذي شهدته تنمويا وعلى مستوى البنية التحتية، خاصة وأنه أجرى بالمناسبة عدة لقاءات مع مسؤولين بالمنطقة باعتبارهم ممثلين شرعيين وديمقراطيين للساكنة الصحراوية.

وخلص الباحث في شؤون الصحراء في حديثه للجريدة إلى أن هذه الزيارة وغيرها من الزيارات هي تعبير عن العلاقة الاستراتيجية التي أصبحت تجمع المغرب بفرنسا بعد قطيعة تم تجاوزها بشكل نهائي لصالح بناء شراكة قوية مستندة على احترام المصالح الحيوية لكلا البلدين.

Breaking News