خبير: تعليق شعيرة الأضحية هذه السنة قرار ملكي حكيم

هيئة التحرير2 مارس 2025Last Update :
 خبير: تعليق شعيرة الأضحية هذه السنة قرار ملكي حكيم

قال الخبير الفلاحي العربي الزكدوني إن قرار جلالة الملك محمد السادس بعدم إقامة شعيرة ذبح أضحية عيد الأضحى هذا العام “كان قرارًا حكيمًا”، مشيرًا إلى أن إقامة هذه الشعيرة كانت “مستحيلة” بسبب عوامل عدة، أهمها ضعف القطيع الوطني.

وأوضح الزكدوني أن هناك نقصًا كبيرًا في أعداد القطيع بالمغرب هذا العام، وهو ما أكدته الحكومة نفسها التي تحدثت عن تراجع بنسبة 38% مقارنة بسنة 2016. وأضاف أن النقص الفعلي قد يكون أكبر من ذلك، إلى درجة تهديد استمرارية القطيع في المملكة.

وأشار الزكدوني إلى أن عدد رؤوس الماشية المتاحة في المغرب للأضحية “بعيد تمامًا” عن العدد المطلوب، الذي يتراوح بين 5 و6 ملايين رأس. كما بيّن أن الاستيراد لم يكن ليحل المشكلة في الوقت المحدد، حيث أن المدة المتبقية قبل عيد الأضحى تقل عن 3 أشهر، وهي فترة غير كافية لاستيراد ملايين من رؤوس الماشية. وأوضح في هذا السياق أن المغرب قام مؤخرًا باستيراد 100 ألف رأس من أستراليا، وهو رقم “غير كافٍ” لسد الفجوة، متسائلًا عن الوقت الذي سيستغرقه وصول هذا العدد.

كما أشار الخبير الفلاحي إلى تحديات أخرى تواجه عملية الاستيراد، مثل ارتفاع أسعار المواشي في الأسواق الدولية بسبب الأزمة العالمية في قطاع اللحوم الحمراء، وكذلك رغبة دول أخرى في استيراد الماشية. علاوة على ذلك، فرضت بعض الدول المصدرة شروطًا على تصدير المواشي الحية، مثل ألمانيا وإنجلترا، لضمان نقلها في ظروف صحية، مما يزيد من تكلفة الاستيراد ورفع الأسعار على المستهلكين.

وحول تجربة الاستيراد التي قام بها المغرب العام الماضي، أضاف الزكدوني أن وزير الميزانية، فوزي لقجع، اعترف بأن الدعم المقدم للمستوردين كان خطأ ولم يحقق النتائج المرجوة. وأكد أن جميع هذه العوامل تجعل من الصعب على المغرب استيراد المواشي قبل عيد الأضحى.

وأكد الزكدوني أن ما حدث العام الماضي يؤكد صواب قرار جلالة الملك محمد السادس بعدم إقامة شعيرة الأضحية، حيث لم يتمكن العديد من الأسر المغربية من شراء الأضحية. وأضاف أنه كان من المتوقع أن يكون الوضع هذا العام أسوأ، مما كان سيزيد من الفوارق الطبقية في المجتمع.

وشدد على ضرورة أن تتوجه الحكومة بتخصيص دعم موجه لفئة “الكسابة”، التي ستتضرر من إلغاء هذه الشعيرة، نظرًا لاعتمادها الكبير على مبيعات الماشية في هذه المناسبة لتحقيق دخل يساعدها على العيش. وأكد أن هذا الدعم يجب أن يكون موجهًا خصيصًا لهذه الفئة، لأنها تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على القطيع الوطني وتكاثره، وهو ما سيدعم استمراريتها في هذا القطاع الحيوي.

وفي ختام تصريحه لاحدى المواقع، دعا الزكدوني إلى ضرورة إعادة النظر في النموذج الفلاحي والاستهلاكي في المغرب، محذرًا من أن النموذج القائم على التركيز على المنتجات الفلاحية الموجهة للتصدير، والتي تستنزف الموارد المائية، يشكل تهديدًا كبيرًا لمستقبل البلاد.

Breaking News