أكد رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، علي الغنبوري، أن الحديث عن خسارة المغرب للأموال التي ستُستثمر في تنظيم كأس العالم 2030 دون تحقيق أي أرباح هو طرح غير دقيق ولا يتماشى مع أي منطق، سواء كان اقتصاديًا أو سياسيًا.
وفصل علي الغنبوري أن مثل هذه الادعاءات تتجاهل الفوائد المتعددة التي ستعود على الاقتصاد الوطني والبنية التحتية، مؤكدًا أن الاستثمارات المرتبطة بالمونديال ليست مجرد نفقات عابرة، بل تدخل ضمن رؤية استراتيجية طويلة الأمد.
وأوضح الغنبوري خلال حلوله ضيفا ببودكاست “lvestiaire”، الذي بث مساء اليوم الخميس على مختلف منصات جريدة “مدار21″، أن المغرب لا ينظر إلى هذه الاستثمارات على أنها موجهة فقط للحدث الرياضي، بل تعتبر جزءًا من مسار تنموي شامل.
واسترسل الخبير الاقتصادي قائلا: “إن هناك فجوة في البنية التحتية تحتاج إلى سدّها”، مشيرًا إلى أن المغرب ليس دولة متقدمة من قبيل أمريكا تمتلك كل شيء مسبقًا، وبالتالي فإن المشاريع المرتبطة بالمونديال تأتي لتعزيز التنمية أولًا قبل أن تكون مجرد تجهيزات لاستضافة الحدث.
وفي السياق ذاته، شدد علي الغنبوري على أن المغرب لا يتبنى نموذج الإنفاق غير المحسوب كما فعلت قطر، التي أنفقت قرابة 200 مليار دولار على تنظيم كأس العالم 2022.
وزاد موضحا أن “هذه الأرقام الضخمة لا يمكن تعويضها من خلال عائدات البطولة وحدها، مشيرًا إلى أن أي دولة تنظم كأس العالم لا تقوم بذلك فقط من أجل الأرباح المباشرة، وإنما لتحقيق مكاسب اقتصادية أوسع تشمل تحسين البنية التحتية، وتحفيز الاستثمار، وتعزيز صورة البلد عالميًا” على حد تعبيره.
وفي معرض حديثه عن المقارنات المطروحة، رفض الغنبوري مقارنة المغرب بقطر أو حتى بألمانيا، مؤكدا أن لكل دولة نموذجها الاقتصادي الخاص.
وتابع أن ألمانيا، على سبيل المثال، تنظر إلى العائدات من تنظيم المونديال من زاوية مختلفة تمامًا، نظرًا لمستوى تطورها الاقتصادي والبنية التحتية المتقدمة التي تمتلكها مسبقًا.
















