بين الزجر والاستباقية.. خبراء يقدمون رؤية جديدة لمكافحة الشغب بملاعب المغرب

هيئة التحرير20 ديسمبر 2024آخر تحديث :
بين الزجر والاستباقية.. خبراء يقدمون رؤية جديدة لمكافحة الشغب بملاعب المغرب

أكد الحبيب بلكوش، الخبير في مجال حقوق الإنسان، أن شغب الملاعب يُعد من أكثر الظواهر المزعجة في المباريات الرياضية، نظرًا لتأثيره السلبي على اللعبة نفسها، وما يسببه من أضرار مادية ومعنوية، فضلاً عن إخلاله بالأمن العام.

وأضاف الخبيب بلكوش، يوم أمس الخميس خلال تقديم دراسة حول “التدبير الأمني للعنف وأحداث الشغب بالملاعب الرياضية بالمغرب: من أجل مقاربة شاملة”، أن هذه الظاهرة تتنافى مع المبادئ التي تحكم الفضاء الرياضي، كما نصت عليها القوانين الدولية المعترف بها، سواء الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو المعتمدة من منظمة اليونسكو في هذا المجال.

وأكد الخبير في مجال حقوق الإنسان أن الجانب الأمني يُظهر حضوره بوضوح في التعامل مع ظاهرة شغب الملاعب، إلا أنه شدد على أن الحل لا يمكن أن يقتصر على مقاربة أمنية مغلقة، موضحا أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تبني مقاربة شاملة تفتح المجال أمام مختلف الفاعلين المعنيين بهذا القطاع.

وأشار المتحدث ذاته إلى أهمية أن تشمل هذه المقاربة الفاعلين الرياضيين بمختلف مستوياتهم، من الفرق الرياضية ومكاتبها، إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وصولاً إلى جمعيات المشجعين.

واعتبر بلكوش، خلال مداخلته، أن إشراك هذه الأطراف يعزز فرص إيجاد حلول أكثر شمولية وفعالية، تمكن من الحد من شغب الملاعب وتحقيق الانسجام مع المبادئ والقوانين التي تحكم الرياضة دوليًا.

وختم بلكوش بالتأكيد على أن مواجهة شغب الملاعب تتطلب رؤية متكاملة تراعي الجوانب الأمنية والاجتماعية والتربوية، مشددًا على أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل فضاءً يعبّر عن قيم الاحترام والتعايش والمسؤولية الجماعية.

وبدوره، أكد ادريس بلماحي، المحامي والأستاذ في القانون، على وجود ثوابت في كرة القدم، وهي الملعب، والجمهور، بينما المدربون واللاعبون يملكون موسم انتقالاتهم الذي يتيح لهم الانتقال بين الأندية.

وشدد ادريس بلماحي على أن الهيئة الوحيدة التي التفتت لهذه المعطيات هي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إذ نص القانون في المادة 35 من النظام على تأهيل الفرق، وفرض أن يكون المشجع فاعلاً أساسياً في منظومة كرة القدم، ولكي يؤهل الفريق للمباريات والمنافسات الأوروبية، يجب أن يعين شخصاً مكلفاً بالتواصل مع الجمهور.

وأضاف بلماحي: “انطلاقاً من هذه الملاحظات، وتماشياً مع ما توصلت إليه جميع الدراسات، فإن الألمان كانوا السباقين بتجربة مثالية في هذا المجال، فالفعالية والنجاعة تتفوقان على كثرة القوانين”.

وتابع بلماحي مستحضرا تجربة ألمانيا عام 1981، التي أبرزت دور المشجعين كعنصر أساسي ومهم في لعبة كرة القدم، قبل حتى تدخل الاتحاد الأوروبي.

وزاد موضحا: “لا يمكن التعامل مع ظاهرة شغب الملاعب فقط من خلال الزجر أو وقف السلوكيات الانحرافية، بل يجب أن تكون هنالك منظومة متكاملة تكفل اليقظة في جميع جوانبها”.

وأشار بلماحي إلى تجربة بريطانيا كدليل على نجاح هذا النهج المتكامل، إذ عرفوا مشكلات كبيرة تتعلق بهذه الظاهرة، ولكن بعد تطبيق سياسات واضحة وملزمة، توصلوا إلى نتيجة جيدة.

وذكر بأنه “لا يسافر جمهور الفريق الإنجليزي في الوقت الحالي إلا بناءً على التعليمات التي يصدرها الفريق، مما يسهم في تجنب المشاكل أثناء المباريات”.

ولفت إلى ضرورة انضمام المغرب إلى “اتفاقية مجلس أوروبا بشأن الأخذ بنهج متكامل للسلامة والأمن والخدمات أثناء مباريات كرة القدم والفعاليات الرياضية الأخرى”، خاصة وأن شريكي المغرب في مونديال 2030، إسبانيا والبرتغال، طرفان في هذه الاتفاقية.

الاخبار العاجلة