يوم بعد يوم، يتضح بما لا يدع مجالا للشك، أن الجارة الجزائر يسيرها مجموعة من الحمقى والمعتوهين، يقودونها بفعل أحقادهم و تصرفاتهم “الصبيانية” إلى الهاوية، وهو ما يفسر حجم التراجع الكبير الذي تعيشه منذ سنوات على جميع المستويات و الأصعدة، رغم الكم الهائل لمقدراتها الضخمة من الغاز والبترول.. والتي من شأنها أن تجعل شعب هذا البلد يعيش حياة الـ”VIP” دون أي مشاكل تذكر.
مناسبة هذا التذكير “الممل”، تصريحات “عشوائية” جديدة للرئيس “تبون”، الذي انتقل من لغة “ضريب الحجر” إلى أسلوب “التشيار” بكلام لا يمكن لعاقل أن يستوعبه أو يتقبله، كما لا يمكن بتاتا أن يصدر عن مسؤول يفترض أنه رئيس دولة، يخاطب شعبه بتلك الطريقة الفجة التي تفتقد للباقة اللازمة، بل وتضرب فن الخطابة عرض الحائط.
آخر حماقات الرئيس “تبون”، سُجلت خلال خطاب وجهه بمناسبة عيد الشغل، “بهدل” خلاله الشعب الجزائري، بعد أن قال في حقه “لا خير في أمة تأكل مما لا تنتج”، وكأن الشعب وحده هو المسؤول عن سياسة بلاده التي تعمدت منذ سنوات طوال التركيز على استيراد كل حاجياتها من الخارج، عوض بحث سبل إنتاجها داخلية، عبر توفير كل الظروف اللازمة لذلك، تماما كما هو معمول به في جل دول العالم، بما فيها جاره المغرب الذي قطع أشواطا كبرى في درب الصناعات الإنتاجية والغذائية وووو
المثير في خطاب الرئيس الجزائري أنه حينما “جا يكحل ليها عماها”.. ففي الوقت الذي تتنافس فيه دول العالم، بما فيها الدولة الفقيرة، على استغلال أحدث التقنيات التكنولوجية من أجل ابتكار وإنتاج أشياء غير موجودة في الأسواق العالمية، أعلن “تبون” عن شروع بلاده خلال قادم الأيام في إنتاج “ماكينة الصابون” و”شوفاج”.. وأشياء أخرى أبسط من البساطة، وكأنه أتى بإنجاز عظيم لم يسبقه إليه أحد من قبل (والناس كتصفق من نيتها.. زعما العذاب يا جدك).
المهم.. “من هادشي كامل”، الرئيس “تبون”، في قرارة نفسه، يعتقد جازما أنه يروج لانجازات خارقة للعادة، تمكنه من انتزاع ثقة الشعب الجزائري “المغلوب على أمره” ونحن من هذا المنبر نقول له “سير.. سير.. راك غادي مزيان”، وإن شاء الله العهدة الثانية في “الدجيب”، لأنه يستحيل للجارة الشرقية أن تجد رجلا أعقل منك قادر على قيادة المرحلة المقبلة.