قدمت شكاية رسمية للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، ضد القناة الثانية “دوزيم”، تتهمها بخرق واضح لمقتضيات دفتر التحملات، وذلك على خلفية بثها لحفل غنائي أثار موجة غضب واستياء واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
تفاصيل الشكاية تشير إلى أن القناة الثانية قامت ليلة الثلاثاء فاتح شهر يوليوز، ابتداء من الساعة 23:05، بنقل إحدى سهرات مهرجان “موازين”، كان نجمها مغني الراب المغربي “طوطو”، الذي ظهر، بحسب الشكاية، بـ”هيأة غريبة”، وهو يرتدي لباسا يحمل عبارة “salgot”، يتوسطها نجمة العلم الوطني، كما ردد كلمات اعتبرت نابية وسط تشجيع الجمهور على ترديدها، وهو ما اعتبرته الجهة المشتكية أن القناة قد خالفت ما تنص عليه المادة الثالثة من دفتر التحملات، ولاسيما الفقرة المتعلقة بالاحترام الواجب للكرامة الإنسانية، القيم الأخلاقية، والهوية الثقافية المغربية.
الشكاية لم تقف عند الإشارة إلى الاختلال القانوني فقط، بل حذرت من التأثير السلبي لمضمون الحفل على فئات واسعة من المتلقين، حيث اعتبر مقدمو الشكاية أن ما جرى بثه “يهدد السلامة الأخلاقية والنفسية للجمهور، خصوصا الفئات الشابة”، ويروج لما وصفوه بـ”الإساءة اللفظية والتطبيع مع الابتذال”.
وتضمنت الشكاية دعوة صريحة إلى فتح تحقيق في الموضوع، وتحميل القناة مسؤوليتها تجاه ما تم بثه على شاشة تلفزيون عمومي ممول من ميزانية الدولة، ومطالبتها باحترام التزاماتها تجاه المشاهد المغربي.
وبمجرد انتهاء بث الحفل، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الانتقادات، حيث عبر عدد كبير من النشطاء عن رفضهم التام لما وصف بـ”تساهل إعلام الدولة مع محتوى لا يليق”، متسائلين عن المعايير التي تعتمدها القناة في اختيار برامجها وسهراتها، خاصة تلك الموجهة للبث خلال أوقات الذروة التي تشهد نسبة مشاهدة مرتفعة من جميع الأعمار.
واعتبر آخرون أن بث الحفل بهذه الطريقة وفي ذلك التوقيت بالذات، “ينافي حرمة البيوت المغربية”، ولا يعكس تنوع الذوق الفني الذي ينبغي أن يراعى في الإعلام العمومي، لا سيما في مهرجانات ممولة من المال العام.
ومع تصاعد الجدل، تترقب الأوساط الإعلامية والثقافية ما ستقرره “الهاكا” في هذا الملف، خاصة في ظل تزايد الأصوات المطالبة بمراجعة المعايير الأخلاقية والمهنية في برمجة القنوات العمومية، وبتفعيل آليات المراقبة والمساءلة بشكل صارم، بما يضمن احترام القيم المجتمعية، والتزامات الإعلام العمومي تجاه المواطن المغربي.
