أعلن وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، عن زيارة منتظرة للملك محمد السادس لبلاده، في الخريف المقبل، وذلك احتفاء بالذكرى السبعين لاتفاقات السيت سان كلو، التي وضعت حداً لمنفى الملك الراحل محمد الخامس، وبدء المسلسل الانتقالي نحو استقلال المملكة.
كما كشف بارو في ندوة صحفية، مساء اليوم الإثنين، رفقة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن موقع الخارجية الفرنسي قام بتحيين كافة الخرائط المغربية المنشورة على موقعه، وذلك تفعيلاً للاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء.
وأكد في السياق ذاته، أن المسؤولين الفرنسيين سيبذلون جهداً مضاعفاً للسعي لتطوير الشراكة بين المغرب وفرنسا على مستوى مختلف جهات المملكة، بما في ذلك على مستوى الأقاليم الصحراوية في إطار سيادة المغرب على صحرائه.
وقال إن فرنسا ملزمة بتنفيذ وعدها فيما يخص المساهمة في تثمين وتطوير الأقاليم الجنوبية، مسجلاً أن سفير باريس سيحل “قريباً” بالمنطقة، لمتابعة استعدادات المشاريع هناك.
وأفاد المسؤول الفرنسي، الذي كان ضمن الوفد المرافق للرئيس ماكرون في زيارته للرباط، والتي بدأها أمس الإثنين، أن الأخيرة (الزيارة) تُكرّس الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية، والتي لديها أهداف ثلاثة: أولاً الأبعاد السياسية حول تحديات حقبتين، ثم تكريس وتعميق الشراكة في الميادين والمجالات الاستراتيجية، وثالثاً تقوية الشراكة من بعد إنساني وثقافي.
وأضاف: “إن العلاقات بين البلدين تتمثل في ذاكرة جماعية وموروث إنساني يفرض علينا توطيدها”، مذكراً بتضحيات أزيد من 84 ألف جندي مغربي ساهموا في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي.
وسجل أن الملك العلوي الراحل محمد الخامس كان كذلك من رفقاء تحرير فرنسا، مستشهداً بمقتطف من خطاب ماكرون بالبرلمان حين قال إن العلاقة بين البلدين تجد عمقها أيضاً في 700 ألف مغربي يعيشون في فرنسا و80 ألف فرنسي يعيشون في المغرب.
ولفت إلى أن هناك علاقات أسرية تجمع بين فرنسيين ومغاربة، وعلاقات بين الطلاب، وذكريات، وفنون، وثقافة وآداب، مُخيّلة جماعية، معتبراً أن المغرب شجرة جذورها في أفريقيا لكنها تتنفس من خلال أوراقها الوارفة التي توجد في أوروبا.
وقال إن العلاقة بين البلدين تجد عمقها كذلك في البعد الاقتصادي، إذ تعتبر فرنسا أول مستثمر في المغرب بأكثر من ألف فرع لشركاتها، والتي خلقت أكثر من 50 ألف فرصة عمل، “وهذا يسمح لنا بأن نستشرف المستقبل”.
وذكر أن 22 اتفاقية شراكة تم توقيعها أمام عاهل البلاد ورئيس الجمهورية، وأكثر منها تم توقيعها في لقاء رواد الأعمال بين المستثمرين والمقاولين المغاربة والفرنسيين، توطد هذه العلاقات بين الرباط وباريس وتجددها.
فيما يخص البنى التحتية، أبرز جان نويل بارو أن فرنسا كذلك تساهم في كل ما له علاقة بالمشاريع المرتبطة بالسكك الحديدية، “خاصة ونحن نستشرف كأس عالم 2030، والذي سيكون عرساً كروياً سيسمح للبلدين معاً بتحقيق الحلم بأن يكون المغرب بوابة فرنسا وأوروبا نحو أفريقيا”.