المغرب يواصل إستراتيجيته مع إسبانيا لتطوير بنيته التحتية للنقل في قطاع السكك الحديدية

هيئة التحرير30 نوفمبر 2024آخر تحديث :
المغرب يواصل إستراتيجيته مع إسبانيا لتطوير بنيته التحتية للنقل في قطاع السكك الحديدية

24ساعة-متابعة

يواصل المغرب استراتيجيته لتطوير البنية التحتية للنقل من خلال إبرام شراكة اقتصادية مع إسبانيا في قطاع السكك الحديدية. حيث تم منح عقد جديد للتحالف بين الشركة الإسبانية Ineco والمكتب الهندسي المغربي CID.

ويهدف هذا المشروع إلى إنجاز المشروع التمهيدي لخطين للسكك الحديدية اعتمادا على واد زم بخريبكة وواد زم ببني ملال.

ويندرج هذا التعاون في إطار رؤية المغرب الطموحة لتحديث شبكة السكك الحديدية بحلول عام 2040. ومن خلال هذا المشروع، تعتزم المملكة زيادة الوصول إلى البنية التحتية الحديثة للسكك الحديدية لـ 87٪ من سكانها، مقارنة بـ 51٪ حاليا. وتؤكد هذه الشراكة ثقة المغرب المتزايدة بالخبرة الإسبانية، مع تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويتضمن المشروع تحديث مقطع بطول 40 كلم بين خريبكة وواد زم، فضلا عن إحداث خط جديد بطول 60 كلم من واد زم إلى بني ملال. وسيقوم هذا الجزء الأخير بدمج هذه المنطقة الديناميكية في شبكة السكك الحديدية الوطنية، وبالتالي فتح آفاق اقتصادية واجتماعية جديدة.

علاوة على ذلك، تم تكليف شركة إنيكو أيضا بدراسة الجدوى ووضع مخطط أولي لخط سكة حديد حضري جديد بين طنجة وتطوان، يضم أربع محطات رئيسية على طريق يبلغ طوله 85 كيلومترا. ويمثل هذا المشروع أكبر عقد توقعه الشركة الإسبانية بالمغرب، مما يدل على الاهتمام الاستراتيجي للمملكة بالتنقل المستدام والمتكامل.

ومع التوسع المخطط لشبكة السكك الحديدية عالية السرعة، والتي سترتفع من 320 كيلومترا حاليا إلى 1280 كيلومترا بحلول عام 2040، يهدف المغرب أيضا إلى ربط 12 ميناء و15 مطارا دوليا. وستعمل هذه الرؤية على تسريع التنمية الاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية اللوجستية للبلاد

نموذج للتعاون الأورومتوسطي

وهذه الشراكة ليست من قبيل الصدفة، فهي تعكس العلاقات الممتازة بين الرباط ومدريد. وخلال زيارة للمغرب في شهر مارس الماضي، أعرب وزير النقل الإسباني أوسكار بوينتي سانتياغو عن التزام إسبانيا بالمساهمة في تطوير السكك الحديدية المغربية.

وأشاد الوزير بـ”الدينامية الاستثنائية” التي يتمتع بها المغرب ودوره الاستراتيجي في تعزيز العلاقات الأورومتوسطية.

من جهته أكد وزير النقل المغربي الأسبق في الحكومة الأولى محمد عبد الجليل، على أهمية هذا التعاون الذي تميز بالتوقيع على اتفاقيات هامة خلال زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.

وتعكس هذه الاتفاقيات رغبة مشتركة في تجميع الخبرات لتسريع إنجاز مشاريع الهيكلة، خاصة في مجال النقل بالسكك الحديدية.

يُظهر المغرب، من خلال الاعتماد على تحالفات استراتيجية مع لاعبين دوليين مثل Ineco، تصميمه على أن يصبح مركزًا رائدًا للسكك الحديدية في إفريقيا. وتندرج هذه الشراكة في إطار ديناميكية أوسع، حيث يلعب النقل بالسكك الحديدية دورا رئيسيا في ربط مناطق البلاد وتحفيز الاقتصاد وتلبية المتطلبات البيئية.

بفضل رؤية واضحة وشراكات متينة، يواصل المغرب كتابة صفحة جديدة في تطوره الاقتصادي واللوجستي، وتعزيز مكانته كزعيم إقليمي مع تعزيز روابطه مع شركائه الأوروبيين.

وبعيدا عن التحديث البسيط لشبكة السكك الحديدية، فإن هذه الشراكة بين المغرب وإسبانيا توضح استراتيجية على عدة مستويات، تجمع بين القضايا الإقليمية والوطنية والقارية. وفي الواقع، فإن دمج مدن مثل بني ملال وواد زم في شبكة السكك الحديدية الوطنية ليس مجرد عمل فني: بل هو لفتة سياسية واقتصادية تهدف إلى فتح المناطق الاستراتيجية مع تعزيز جاذبيتها. ومن خلال هذه الخطوط الجديدة، تقدم المملكة لسكانها حلول تنقل تتكيف مع الاقتصاد المتغير.

رافعة للتنمية الإقليمية وطموح قاري

لكن هذا المشروع يتجاوز الحدود المغربية. ومن خلال الاعتماد على شراكات استراتيجية مثل تلك مع إسبانيا، يطمح المغرب إلى أن يصبح نموذجا لبلدان أفريقية أخرى. ويأتي على رأس الطموحات إنشاء ممرات لوجستية قارية من شأنها تسهيل التجارة بين شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ومن خلال الجمع بين شبكة السكك الحديدية عالية السرعة والممرات الاقتصادية، يضع المغرب نفسه كلاعب رئيسي في التحول اللوجستي للقارة، وبالتالي تعزيز نفوذه الجيوسياسي والاقتصادي.

الاخبار العاجلة