لم تقنع معالجة نبيل عيوش، للتراث الشعبي المغربي، في فيلمه الأخير “الكل يحب تودا”، الجمهور، ومختلف النقاد والمهتمين بالموروث الشعبي المغربي، الذي عرض لأول مرة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بقصة كفاح “شيخة” تغني العيطة.
ورغم بقائه في قائمة الإنتاجات السينمائية المعروضة في دور العرض، إلا أن الإقبال عليه ضعيف جدا. كما أن تفاعل الجمهور عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، كان شبه منعدم. هذا، غير الفنانين الذين قدموا رأيهم في الفيلم، وانصبوا نحو الانتقاد، لا الإشادة.
وانتقد العديد من النقاد، طريقة عيوش في التعامل مع فن “العيطة”، معتبرين أنها كانت سطحية، وافتقدت إلى العمق، حيث غابت الجهود الحقيقية لتسليط الضوء على قوة هذه الموسيقى الشعبية، مما جعل البناء الدرامي للفيلم ضعيفًا، وغير متماسك.
فيلم “الكل يحب تودا”، كان واحدا من الأعمال السينمائية التي أثارت الكثير من الجدل منذ صدوره، خاصة من ناحية تعامله مع المقومات الأساسية للموسيقى، والتقاليد الشعبية، في الإنتاجات السينمائية. ومن الأمور التي نوقشت بشكل موسع، كانت الطريقة التي قدم بها الفيلم، الموسيقى الشعبية، وكيفية دمجها في السرد السينمائي.
أحد أكبر الانتقادات التي طالت الفيلم، كان افتقاره للتفاصيل الدقيقة في توثيق الموسيقى الشعبية، أو ما يسمى بفن “العيطة”، إذ كان من المتوقع أن يعكس الفيلم، أصالة وغنى التراث الثقافي الذي يستمد منه شخصياته وأحداثه، لكن البعض اعتبر أن الفيلم فشل في نقل روح الموسيقى الشعبية بشكل صحيح، فقد تم استخدام مقاطع موسيقية مبتورة أو معاد استخدامها في سياقات غير دقيقة، مما جعل الجمهور والنقاد يشعرون أن هذا الابتعاد عن الأصالة يقلل من قيمة العمل الثقافية والفنية.
وعلى الرغم من أن الفيلم نال بعض الإعجاب بسبب الأداء التمثيلي أو المكونات السينمائية الأخرى، إلا أن الجمهور، خاصة الذين ينتمون إلى الفئات التي تربطهم علاقة وثيقة بالتراث الشعبي، كانوا أكثر قسوة في حكمهم، فبالنسبة لهم، كان الفيلم بمثابة فرصة ضائعة لتوثيق التراث الشعبي بشكل يعكس جماله وتعقيده، كما أشار البعض إلى أن السينما يجب أن تكون أداة لنقل الثقافة وتعزيزها، لا أن تتجاهل جوهرها من أجل تسويق أسلوب سينمائي قد لا يعكس الروح الحقيقية للمجتمعات التي تمثلها.