القرابة أم الكفاءة؟.. “بكالوريا” يعيد الجدل حول “توريث الأدوار” في الدراما المغربية

هيئة التحرير15 مايو 2025آخر تحديث :
القرابة أم الكفاءة؟.. “بكالوريا” يعيد الجدل حول “توريث الأدوار” في الدراما المغربية

أعاد فيلم “بكالوريا”، الذي يجمع بين الفنان حسن فولان، وابنه مهدي فولان، الجدل، حول ما يعرف بـ”توريث الأدوار” في الوسط الفني المغربي، وفتح باب الانتقادات في وجه عدد من صناع الأعمال السينمائية والدرامية، الذين يصرون، بحسب المتابعين، على تضمين أفراد من أسرهم ضمن طاقم العمل، سواء من الأزواج أو الأبناء، ما يطرح تساؤلات حول معايير اختيار الممثلين، ومدى أحقية الفنانين الشباب في ولوج المجال دون “واسطة عائلية”.

وقد عبر عدد من النقاد والمتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من تكرار نفس الوجوه ذات الصلة العائلية في عدة إنتاجات، متسائلين عما إذا كانت الكفاءة حقا هي المحدد الأساسي في توزيع الأدوار، أم أن علاقات النسب والقرابة أصبحت مفتاحا سهلا للظهور على الشاشة.

وفي هذا السياق، وجد الفنان حسن فولان، نفسه في مرمى هذه الانتقادات، بعدما شارك إلى جانب ابنه مهدي، ضمن طاقم عمل فيلم “بكالوريا”. غير أن فولان الأب اختار أن يضع النقاط على الحروف، مؤكدا في تصريح خص به “بلادنا24” أن مشاركة ابنه لم تكن أبدا مدفوعة بعلاقة القرابة، بل خضعت لتقييم مهني صارم، وقال بهذا الخصوص: توزيع الأدوار في أي عمل لا يجب أن يربط بالعلاقات الشخصية أو العائلية، بل يجب أن يبنى على التجربة، والملاءمة مع الشخصية المكتوبة. ولو لم يكن ابني مناسبا للدور، لما كنت لأعرض عليه المشاركة من الأساس.

وأضاف الفنان، أن العمل الفني يحتاج إلى تناغم بين الرؤية الإخراجية والقدرات التمثيلية، ونحن لا نشتغل بالعاطفة في مجال يتطلب الحياد والاحترافية. مهدي فنان مجتهد، ويملك من المؤهلات ما يجعله يستحق فرصة التواجد في أعمال مهمة، وليس لأنه يحمل اسمي فقط.

غير أن هذا التوضيح لم يكن كافيا لإخماد نيران الجدل، إذ يرى كثيرون أن المسألة تتجاوز حالة فردية، لتصبح ظاهرة تتكرر في أكثر من عمل، وفي أكثر من بيت فني، مما قد يفتح المجال لتهميش طاقات شابة لا تملك “ظهرا” في المجال، رغم موهبتها، ورغبتها في التموقع على الخارطة الفنية.

ويعتقد البعض أن استمرار هذه الظاهرة، قد يسيء إلى صورة القطاع، خاصة مع التغيرات التي يعيشها الجمهور المغربي، الذي أصبح أكثر وعيا بنمط التكرار في الوجوه، والعلاقات خلف الكواليس، ما يدفعه أحيانا للتشكيك في جودة بعض الأعمال وصدقيتها، وهناك فئة أخرى ترى في الأمر نوعا من “الاستمرارية الفنية” داخل العائلات.

الاخبار العاجلة