الفيضانات و”الحديد الرقيقة” تحاصر وزير التجهيز بالبرلمان.. وبركة: “كنا في الميدان”

هيئة التحرير14 أكتوبر 2024آخر تحديث :
الفيضانات و”الحديد الرقيقة” تحاصر وزير التجهيز بالبرلمان.. وبركة: “كنا في الميدان”

حاصر مجموعة من النواب البرلمانيين وزير التجهيز والماء، نزار بركة، بسبب الفيضانات التي عاشها الجنوب الشرقي والتي تتسبب في خسائر كبيرة، متسائلين عن الإجراءات التي قامت بها الوزارة لحماية المناطق المعرضة للفيضانات ولفك العزلة عن المناطق المتضررة، وأبرزها طاطا.

ووجه عدد من النواب، اليوم الإثنين، بمجلس النواب، انتقادات للوزارة بخصوص تأخر التفاعل وضعف البنيات التحتية، إضافة إلى  تضارب الأرقام بخصوص الميزانية المرصودة لإعادة تأهيل مناطق الفيضانات، وتأخر بناء السدود.

وشهدت الجلسة تعقيبات قوية على مداخلة الوزير،  إذ قال النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، المهدي العلوي، منذ أزيد من شهر ونحن ننتظر أن وفدا وزاريا يرتدي “الدجين والسبادريل” ويزور المناطق النائية والمهمشة، لكنكم لا تزورون هذه المناطق إلا في الحملات الانتخابية، وليس خلال حملات الوديان التي عرت واقع البنيات التحتية الهشة، ودخلت المياه إلى المنازل، وتسببت في موت الناس وضياع ممتلكاتهم، تقطعون الحس.”

واستحضر العلوي الشعار الذي ردده مسن بعد انهيار قنطرة “الحديد رقيقة..” احتجاجا على هشاشة البنية التحتية، مفيدا أن هذه مناسبة لتزوروا هذه المناطق وتحسوا بمعاناة الناس، وتوصوا مسؤوليكم لاستعمال “الحديد الغليظة وليس الرقيقة”.

ورد الوزير نزار بركة بانزعاج كبير على تعقيبات النواب قائلا “عكس ما تفضلتم به، كنا في الميدان منذ البداية وحاضرين بقوة”، مشيرا إلى فتح 141 مقطعاً طرقياً ومنشأة فنية في إقليم طاطا، وإقليم كلميم، وإقليم الزاك، والطريق بين أسا الزاك والمحبس، وأقاليم زاكورة وتنغير وورزازات وطاطا ورزازات، مقدما عدد من الأمثلة.

وتابع “اشتغلنا وكنا حاضرين، وفتحنا العديد من الطرق. وبدأنا في البناء ولم ننتظر أن نأتي إلى البرلمان لنقول ماذا سنفعل، بل نحن قمنا بالعمل. ومعلوم أن التوجيهات الملكية السامية أعطتنا فرصة لنزيد من جهودنا، وهذا هو الأساس بالنسبة لنا”.

وأورد “نحتاج إلى رؤية موضوعية. وليس الهدف هو التجول بل نحن هنا لنشتغل، ونريد أن يكون أطر الوزارة حاضرين مع المواطنين في وقت الشدة. وفي نفس الوقت، أن يكون لدينا برنامج كبيرللنهوض بهذه المناطق. هذا هو العمل الذي نقوم به، وهو العمل الميداني الذي شاهده المغاربة وعرفوا ما تم تحقيقه على أرض الواقع”.

وأضاف بركة “اليوم لدينا تصور واضح وعلينا أن نراجع الأمور. لقد اشتغلنا ورأينا كيف أن هناك بعض المنشآت مثل قنطرة طاطا التي توجد وسط المدينة. نحن نعكف على بناء قنطرة جديدة، وفي نفس الوقت نرى بناية أخرى تكون أقوى لضمان الاستمرارية”.

وأشار الوزير إلى أن المناطق المتضررة شهدت أمطارا استثنائية، تراوحت بين 50 و250 ملم، وتجاوزت في بعض الأحيان الأمطار التي تسجل في سنة خلال يوم واحد، مؤكدا أن هذه التساقطات أدت إلى حمولات قياسية تجاوزت 3238 متر مكعب في الثانية بإقليم زاكورة على سبيل المثال. مشيرا إلى أن هذه الحمولات تأتي كل ألف سنة ونحن تجاوزنا حمولة مائة سنة مما أدى إلى انهيار مجموعة من القناطر التي يتم تشييدها بناء على توقعات قرن من الزمن.

وتابع “علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه الفيضانات التي تحدث كل 100 سنة، وفإن الفيضانات المقبلة ستأتي كل 500 سنة وعلينا أن نبدأ في التحضير لذلك”، مشيرا بأننا “اليوم مع التغيرات المناخية سنواجه ظواهر قصوى، سيكون هناك جفاف وفيضانات قوية. يجب أن نكون جاهزين لكل ذلك”.

وأضاف أنه “بدون مزايدة قمنا بعمل جرد مع السلطات المحلية والوزارات المعنية بكل ما ينبغي بناؤه من جديد، لأننا لا نريد لأي مكان أن يتضرر ونريد أن نضمن أن المواطنين والمواطنات سيحظون باهتمام، لأن الملك وجهنا لذلك في إطار التعاقد الموجود، وهذا ما نطبقه في الحكومة على أرض الواقع”.

وتابع أنه “انطلاقاً من هذا الجرد، تم وضع برنامج. ونحن مستعدون لتقديمه لكم لتعرفوا على أرض الواقع ما نقوم به. لم ننسَ أي مكان، نحن نعمل في كل شيء، وهناك أمور تم تخصيصها من ميزانية الوزارة، بالإضافة إلى 2.5 مليار درهم التي جاءت في إطار البرنامج الجديد الذي وضعه الملك على أرض الواقع. وهذا جعل هناك مجهوداً مهماً بالتركيز على تحديد الأولويات”.

وشدد أنه “رغم أننا نشاهد الأمور السلبية فقط، هناك إيجابيات”، لافتا إلى أن هذه الأمطار والمياه المباركة  تعتبر مهمة لبلادنا، لافتا إلى دخول 780 مليون متر مكعب في السدود، لافتا إلى أنه إذا لم تكن هذده السدود، كان سيكون هناك كارثة وعدد كبير من الضحايا بسبب هذه الفيضانات.

وأضاف أن “المنتظر من نواب البرلمانيين أيضاً، أن يتحدثوا عن الأمن المائي، وهو من بين الإشكاليات المطروحة التي عشناها خلال سنوات الجفاف. يجب أن نضع ذلك في الاعتبار، وأنا معكم بأنه يجب أن نزيد من العمل وفي هذا الإطار، لدينا برنامج جديد للسدود التلية، وسنأخذ بعين الاعتبار هذه التطورات ونقوم بالدراسات اللازمة، حتى لا نقع في نفس الأخطاء التي حدثت في البرنامج الأول”.

 

الاخبار العاجلة