عبرت جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا عن بالغ سعادتها بعودة البلاد إلى حاضنتها الطبيعية في عمقها العربي والإسلامي، وقدرت عالياً موقف دول العالم العربي، وعلى رأسها المغرب، مجددة عميق تقديرها للرباط وشعبها الشقيق.
ووجهت الدعوة لأحمد الشرع بصفته رئيساً للدولة، ولأسعد الشيباني بصفته عميداً للدبلوماسية السورية، من باب العرفان بالجميل، والحرص على الأخوة السورية- المغربية إلى إصلاح كل الأخطاء الجسيمة، التي ارتكبها النظام البائد بحق العلاقات التاريخية بين سوريا والمغرب .
ودعت السلطة الجديدة في دمشق، إلى المبادرة بقطع قطع العلاقة مع جبهة البوليساريو والاعتراف الرسمي بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على صحرائها، والاستفادة من الخبرات والتجارب المغربية، في إعادة بناء أجهزة ومؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية، وإلى الاستفادة من قدرات القطاع الخاص المغربي، في عملية إعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد السوري.
فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، قال في تصريح لجريدة “مدار21” إن العلاقات بين سوريا والمغرب علاقة عميقة ضاربة جذورها في التاريخ، مؤكدا أن هناك شواهد حضارية لهذه العلاقة منها على سبيل المثال لا الحصر حضارة الأندلس التي هي ثمرة تكامل وتعاون سوري مغربي ولولا هذه العلاقة المتينة العميقة لما عرفت البشرية الفنون والعلوم والنهضة الأندلسية التي كانت قاعدة لنهضة أوروبا.
وأقر المصري أن هذه العلاقات شهدت فترات فتور وتوتر خلال حكم عائلة الأسد التي ارتكبت أخطاء كارثية بحق ما يربط بين البلدين الشقيقين ومن جملة هذه الأخطاء تحالف البوليساريو مع نظام الأسد منذ السبعينات، مسجلا أن الجبهة الانفصالية خلال السنوات العشرين الفارطة أضحت أداة من الأدوات الإيرانية الإرهابية المسمومة، إذ “تم تدريب عناصرها واستخدامهم من قبل الحرس الثوري الإيراني”.
ووصف المتحدث البوليساريو ب”الخنجر الإيراني المسموم الذي يهدد السلم في الجزائر ووحدته الوطنية والترابية”، مؤكدا رفض جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا “بشكل قاطع المساس بالوحدة الوطنية والترابية للمغرب ولأي دولة شقيقة” وأنه “لا يجوز السماح لمجموعة مسلحة مارقة من الأشرار تستخدمها قوى خارجية لتهديد الوحدة الترابية للمغرب”.
وذكر أنه خلال الأيام المقبلة سيكون له لقاء بالرئيس السوري، أحمد الشرع ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، والذي من المقرر خلاله أن يسلمه ملفا كاملا حول رؤيتنا لإصلاح كافة الأخطاء الكارثية التي ارتكبها الأسد بحق المغرب وأهله وبناء أفضل أنواع العلاقة والشراكة الاستراتيجية مع المغرب وعلى رأسها ضرورة الإسراع بقطع كامل للعلاقة مع البوليساريو وطردهم من الأراضي السورية وافتتاح قنصلية سورية في مدينة العيون وتطوير العلاقة بين دمشق والرباط إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وشدد على أن الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه وقطع العلاقة مع البوليساريو قضية لا جدال ولا نقاش فيها، مؤكدا أنها “قضية جوهرية لا مساس في عدالتها وهي خطوة أساسية لابد منها لإصلاح أخطاء العهد البائد تجاه المغرب”، وأن “سياستنا قائمة على احترام الوحدة الوطنية والترابية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والصحراء المغربية قضية سيادية لا يمكن لدولة تحترم نفسها وشعبها إلا وتكون إلى جانب المغرب في قضاياه الوطنية العادلة”.
واعتبر أن المصلحة الاستراتيجية لسوريا دولة وشعبا تقتضي بناء أفضل العلاقات والتعاون مع المغرب والاستفادة من الخبرات المغربية في بناء مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية والاستفادة من القطاع الخاص المغربي في الإسهام بإعادة بناء وإعمار سوريا، مسجلا أن الجبهة متفائلة أن البلاد “يمكنها أن تتغلب على كل المخاطر التي تعصف بوطننا السوري ونحن لا نشك للحظة واحدة أن المملكة المغربية الشريفة وشعبها الأصيل الطيب الكريم سيكون إلى جانب سوريا والسوريين”.