زنقة 20 ا عبدالرحيم المسكاوي
أثار تغطية بعض وسائل الإعلام الفرنسية لاحتجاجات جيل Z بالمغرب تساؤلات واسعة حول معايير الموضوعية وانتقاء الأخبار، خصوصا في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا أزمات سياسية ومالية حادة، تمثلها استقالة الحكومة وتعميق الأزمة المالية وورطة رئيس الدولة في إدارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية الملحة.
فرنسا، التي دعا رئيسها إيمانويل ماكرون إلى انتخابات تشريعية مبكرة العام الماضي في محاولة لتعزيز سلطته، وجدت نفسها أمام برلمان مشتت ومشرذم بين ثلاث كتل نيابية متخاصمة، ما صعّب تمرير القوانين والتعامل مع الملفات الاقتصادية والاجتماعية الطارئة.
وفي المقابل، ركز الإعلام الفرنسي بشكل مكثف على احتجاجات الشباب بالمغرب، متناسين أن بلاده تعيش أزمة سياسية عميقة، تهدد استقرارها الداخلي، وتضع الحكومة والرئيس في مواجهة مطالب اجتماعية متصاعدة، وسط غياب توافق سياسي في البرلمان.
عدد من المراقبين اعتبروا أن هذه التغطية تعكس ازدواجية المعايير الإعلامية، حيث يتم تضخيم احتجاجات خارج الحدود الوطنية بينما تتجاهل أزمات عميقة تضرب عمق النظام السياسي والاقتصادي الفرنسي، ما يطرح تساؤلات حول موضوعية الإعلام الفرنسي وقدرته على تقديم صورة متوازنة للواقع.
وفي الوقت الذي ينخرط فيه الشباب المغربي في التعبير عن مطالبهم بشكل حضاري، يبقى السؤال مطروحا..هل تغطية الإعلام الخارجي للبلاد تخدم الحقيقة أم تصب في أجندات سياسية وانتقائية؟.
















