وفق آخر المعطيات التي كشفت عنها وزارة التجهيز والماء، اليوم الإثنين 17 مارس، بلغت الموارد المائية وبفضل الأمطار الأخيرة التي شهدتها جل المناطق بالمغرب، 5943 مليون م³، وهو ما رفع النسبة الإجمالية لملء السدود بالمغرب إلى 35,3%.
وشهدت الأحواض المائية في المغرب تفاوتا في مستويات امتلائها، وفقا للبيانات المسجلة حديثا. إذ تصدر حوض اللوكوس القائمة بأعلى نسبة امتلاء بلغت 57,46 في المائة، يليه حوض أبي رقراق بنسبة 54,28 بالتساوي مع حوض تانسيفت الذي سجل نفس النسبة،ثم حوض زيز كير غريس بنسبة 53.29 في المائة، يليه حوض سبو بنسبة 46,23 في المائة، ثم حوض ملوية بنسبة 42,24 في المائة.
أما حوض درعة واد نون فسجل 31,00 في المائة، متقدما على حوض سوس ماسة الذي سجل 21,89 في المائة ويليه حوض أم الربيع بأدنى نسبة امتلاء بلغت 9,30 في المائة.
أيوب العراقي، باحث في مجال المناخ والأمن المائي، أكد أنه ورغم التحسن الذي تظهرها المعطيات الرسمية إلا أنه لا يمكننا اعتبار هذه الأرقام بمثابة إعلان عن نهاية الجفاف، “بل يجب أن تُعتبر بداية لتحفيز جهود أكبر في تدبير الموارد المائية بشكل مستدام”.
وأوضح أنه من المهم أن نفهم أن الفروق الكبيرة في مستويات امتلاء الأحواض المائية تشير إلى تفاوت في توزيع الأمطار، مما قد يؤثر بشكل مختلف على المناطق. فعلى سبيل المثال، نجد أن حوض اللوكوس قد سجل أعلى نسبة امتلاء (57.46%)، بينما سجل حوض أم الربيع أدنى نسبة (9.30%).
ويرى أيوب العراقي في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكرتونية، أن ذلك يعكس حقيقة أن بعض المناطق لا تزال تعاني من نقص حاد في المياه، مسجلا في الوقت نفسه أن مثل هذا التفاوت يتطلب استراتيجيات خاصة لكل منطقة بهدف تحسين استخدام الموارد المتاحة وتوزيعها بشكل أكثر عدلاً وكفاءة.
وأشار إلى أن التحدي الحقيقي في إدارة الموارد المائية لا يكمن فقط في رفع مستويات السدود، بل في ضمان استدامة هذه الموارد، لافتا إلى أنه في ظل تغيرات المناخ المتسارعة، التي تفرض تقلبات كبيرة في أنماط الأمطار، يجب أن نكون مستعدين لمواجهة فترات جفاف طويلة في المستقبل.
وشدد الباحث في مجال المناخ والأمن المائي في حديثه للجريدة، على أن هذا الاستعداد يتطلب تنويع مصادر المياه، مثل تحلية المياه، واستخدام تقنيات الري الحديثة لتقليص الهدر في المياه.
ودعا المغاربة إلى أن يكونوا أكثر وعيًا بأهمية استدامة المياه “فالتوعية المجتمعية تلعب دورًا كبيرًا في ضمان الاستخدام الرشيد للمياه، خاصة في ظل هذه الأرقام التي رغم إيجابيتها إلا أنها لا تعني أننا في مأمن من قسوة الجفاف مستقبلاً. إذ ينبغي أن يتبنى المواطنون أساليب حياة تساهم في الحفاظ على المياه، مثل تقليل استهلاك المياه في المنازل والزراعة، والعمل على تقوية البنية التحتية لتخزين المياه وحمايتها”.