دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى نقل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) من مناطق القتال في لبنان، فيما قالت جماعة حزب الله إنها اشتبكت مع قوات إسرائيلية تحاول التسلل إلى قرية رامية في جنوب لبنان.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على نقل قوات “يونيفيل” من مناطق القتال بجنوب لبنان.
وأدلى نتنياهو ببيان مسجل يخاطب فيه جوتيريش قائلاً: “حان الوقت لإخراج اليونيفيل من معاقل حزب الله ومناطق قتاله”.
وأضاف: “لقد طلب الجيش الإسرائيلي ذلك مراراً وتكراراً، وتم رفضه مراراً وتكراراً، والذي (وجود يونيفيل) يهدف بالكامل إلى توفير درع بشري لإرهابيي حزب الله.. إن رفضكم إجلاء جنود اليونيفيل يحولهم إلى رهائن لدى حزب الله”.
وتابع نتنياهو: “هذا يعرضهم وحياة جنودنا للخطر.. نأسف للأذى الذي لحق بجنود اليونيفيل، ونبذل كل ما في وسعنا لمنع هذا الضرر”.
وهزت الضربات الإسرائيلية القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ودولاً غربية إلى التنديد بالهجمات.
ووصفت اليونيفيل الهجوم بأنه “تطور خطير”، وقالت إنه يجب ضمان أمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها.
واستدعت فرنسا السفير الإسرائيلي، وأصدرت بياناً مشتركاً مع إيطاليا وإسبانيا وصفت فيه مثل هذه الهجمات بأنها “غير مبررة”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه طلب من إسرائيل عدم استهداف قوات اليونيفيل، فيما قالت روسيا إنها “غاضبة” وطالبت إسرائيل بوقف “الأعمال القتالية” ضد قوات حفظ السلام.
إسرائيل تستهدف يونيفيل
وأعلنت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، السبت، أن جندياً ثالثاً من قوات حفظ السلام أصيب في هجوم إسرائيلي، وأضافت أن حالة الجندي مستقرة بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة الرصاصة.
وجاء في بيان “اليونيفيل” إن موقعها في بلدة رامية بجنوب لبنان تعرض لأضرار كبيرة بسبب الانفجارات التي أعقبت قصفاً عن قرب، لكنه لم يحدد المسؤول عن أي من الهجومين.
وأصيب اثنان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة الخاص بهما في القاعدة الرئيسية لـ”اليونيفيل” في الناقورة جنوب لبنان يوم الجمعة. ويبلغ عدد أفراد “اليونيفيل” أكثر من 10 آلاف فرد، وتعد إيطاليا وفرنسا وماليزيا وإندونيسيا والهند من بين أكبر المساهمين.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن وزير الدفاع لويد أوستن عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت عن “قلقه العميق” إزاء التقارير التي ذكرت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان في الأيام القليلة الماضية. وحث إسرائيل على ضمان سلامتهم وكذلك سلامة الجيش اللبناني.
ووفقاً لبيان “البنتاجون”، أكد أوستن أيضاً “الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن”. وذلك فيما ترفض إسرائيل دعوات الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.
تصعيد على الجبهة اللبنانية
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن “قوات اللواء الثامن والوحدة 707 لوتار تخوض معارك وجهاً لوجه مع عناصر حزب الله” في جنوب لبنان.
وأفاد مراسل “الشرق” في لبنان بأن الجيش الإسرائيلي قصف مسجداً في بلدة ضهيرة، التي تقع في قضاء صور، وتبعد 200 متر عن الحدود بعد توغل محدود من موقع الجرداح الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن جنديين من الكتيبة 9220 التابعة إلى لواء “عتسيوني 6″، أصيبا بإصابات “بالغة” في جنوب لبنان، خلال اشتباكات مع عناصر جماعة “حزب الله”.
في المقابل، قالت جماعة “حزب الله” اللبنانية، الأحد، إن عناصرها اشتبكت مع قوات إسرائيلية حاولت التسلل إلى منطقة تل المدوّر في بلدة رامية بجنوب لبنان، مؤكدةً سقوط “قتلى وجرحى بين القوات الإسرائيلية”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله أطلق نحو 320 قذيفة من لبنان على إسرائيل، السبت، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأعلن إغلاق المناطق المحيطة ببعض البلدات في شمال إسرائيل.
وصدرت أوامر إخلاء لسكان 23 قرية في جنوب لبنان للانتقال إلى شمال نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن عمليات الإخلاء ضرورية لسلامة السكان بسبب زيادة عمليات حزب الله، الذي تتهمه إسرائيل باستخدام هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات، وهو ما ينفيه حزب الله.
وتصاعد القتال بين الجانبين في الأسابيع القليلة الماضية، إذ قصفت إسرائيل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، وأرسلت قوات برية عبر الحدود، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من كبار قادة حزب الله. ومن جانبه، أطلق حزب الله صواريخ على عمق إسرائيل.
وأدت العملية الإسرائيلية الموسعة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، وفقاً للحكومة اللبنانية، التي تقول إن أكثر من 2100 شخص لقوا حتفهم وأصيب 10 آلاف آخرين خلال أكثر من عام من القتال. ولا تميز الحصيلة بين المدنيين والمقاتلين، ولكنها تشمل عشرات النساء والأطفال.