قال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم منار اسليمي، إن الجزائر دولة مختلة تزداد عدوانتيها اتجاه المغرب مع مرور السنوات، مؤكدا أن ظفرها بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لن يؤثر على المعادلات، ولن يؤثر على ملف الصحراء، على اعتبار أنه لم يعد مطروحا على جدول أعمال الاتحاد، ويعتمد حصرا على دور الأمم المتحدة.
وأكد اسليمي، خلال حلوله ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي يبث على منصات “مدار21″، أن منصب نائب المفوضية والذي ظفرت به الجزائرية مليكة حدادي، بعد منافسة مع مرشحة مغربية ومصرية في سبع جولات، “إداري صرف”، عكس منصب الرئيس الذي فاز به علي يوسف من جيبوتي.
وأوضح أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريفي يعتبر منصبا استراتيجيا هاما، إذ يمكن للفائز به إحداث تغييرات مؤسساتية، في حين أن منصب النائب إداري صرف، لكنه في المقابل أشار إلى أنه من الممكن أن يخلق مشاكل فيما يتعلق بدعوات المشاركة للبوليساريو بالمنتديات وغيرها.
كما رجح رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل لإمكانية استغلال الجزائرية مليكة حدادي لمنصبها وإعطاء معلومات لبلادها، وأيضا فيما يتعلق بالتوظيفات، مشددا على ضرورة المراقبة المستمرة لها من طرف ممثل المغرب في الاتحاد، ومعتبرا أن “الصراع مع الجزائر محتمل في حالة التأكد من أنها غير متوازنة”.
ويرى الأستاذ الجامعي، أنه كان حريا بالمغرب عدم تقديمه لتشريحه أمام الجزائر، وبالتالي تجنب إعطائها فرصة التنافس مع المغرب الذي أحرز إنجازات هامة عدة، وتركها تتصارع مع مصر، لافتا إلى أنها “حالة نفسية ويجب التعامل معها باستحضار علم النفس، لأنها تعتبر أي منافسة مع الرباط إنجاز”.
وأردف أستاذ الدراسات السياسية والدولية موضحا :”الجزائر لم تحقق أي إنجاز منذ سنوات، فهي “غادة في الخسران”، لذلك كان يجب عدم إعطائها فرصة التنافس معنا، وبالتالي تفويت الفرصة على حكامها لتقديم هذا “الفوز” للجزائريين على أنه انتصار”.
وفي السياق ذاته، ذكر عبد الرحيم منار اسليمي، أن الجزائر حولت فوزا عابرا على المنتخب المغربي، ضمن منافسات كأس العرب، قبل سنوات، لاحتفال باذخ وكاد يتحول إلى عيد، مبرزا أن هدف اللاعب يوسف بلايلي تم إدراجه ضمن امتحان لمادة الفيزياء.
واعتبر أن أفضل سيناريو كان للمغرب اللجوء إليه، بعدما شرعت الجزائر في توزيع الأموال (الرشاوي) وحضور الحقائب الحمراء، أن ينسحب من جلسة التصويت، وذلك بعد التساؤل عن سبب تعليق عضوية دول معروفة بدعمها للمملكة وأيضا عن سبب إعطاء أحقية التصويت لكيان البوليساريو، وبالتالي خلق نقاش بالاتحاد.
وسجل الخبير من جهة أخرى، أنه تم رصد عدد من المؤشرات قبيل ظفر الجزائر بالمنصب، لعل أبززها كان عدد الزيارات التي أجراها وزير خارجية الجارة أحمد عطاف للدول الأفريقية، واصفا ذلك بال “مارتون’ وأيضا الإنزال الاعلامي الكبير، “كأنهم كانو مستعدين لبيع نصف الجزائر للظفر بهذا المنصب”.
وعن صوابية اختيار لطيفة اخرباش التنافس على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، استبعد اسليمي أن يكون ذلك من بين العوامل الحاسمة في عدم فوز المغرب، لكن بالمقابل أكد على أنه يرى أن المرشح المغربي كان لابد أن يستكشف قبل عام أو أكثر دواليب الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أن “موقعة” أديس بابا نتجت عن سوء تحضير وتحتاج وقفة وتقييم.