استنزاف المياه الجوفية يَتربَّص باحتياطاتنا ويهدد حصة المغربي من الماء

هيئة التحرير13 مارس 2025آخر تحديث :
استنزاف المياه الجوفية يَتربَّص باحتياطاتنا ويهدد حصة المغربي من الماء

حذَّر وزير التجهيز والماء، نزار بركة، من أن الاستمرار في استنزاف المياه الجوفية يتربص بالاحتياطات المستقبلية والاستراتيجية منها، مُنبها إلى أن أزمة الجفاف قد تؤدي إلى تراجع حصة الفرد الواحد من الماء خلال العقود المقبلة إلى أقل من 400 متر مكعب.

وفي ما يرتبط بمستوى التساقطات، أورد المسؤول الحكومي، الذي كان يتحدث في ندوة حول “الإجهاد المائي في المغرب: من أجل الفهم والتفاعل”، أن “مستوى التساقطات تراجع بقرابة 75 في المئة خلال السنوات الست الماضية مقارنة بالمعدل الوطني والتاريخي الذي يسجله المغرب”، مبرزاً أن “مدخرات الموارد المائية السطحية لم يتجاوز 9 آلاف و500 كيلومتر مربع”.

واعتبر بركة أن “ارتفاع درجة الحرارة سنة تلو الأخرى يؤثر على الاحتياطات المائية التي تخزنها السدود المغربية”، مشيرا إلى أنه “بسبب هذا التحول المناخي يفقد المغرب قرابة 1.5 مليون متر مكعب من موارده المائية”.

وبفضل التساقطات المطرية التي عرفها شهر يناير والأمطار التي يشهدها المغرب خلال الأيام الأخيرة، توقع وزير التجهيز والماء أن تساهم في توسيع نسبة مدخرات المياه السطحية بـ30 ألف كيلومتر مربع، مؤكدا أن “التساقطات التي يعرفها المغرب حاليا تعيدنا، شيء ما، إلى الطريق الصحيح لاستدراك الأزمة المائية التي نعيشها”.

واعتبر المسؤول الوزاري ذاته “أننا نعيش اليوم ظاهرة جفاف متطرفة لم يسبق للمغرب أن عاشها”، مورداً “أننا لم يسبق أن عشنا 6 سنوات جفاف متواصلة حتى في سنوات التسعينات التي كانت أصعب مرحلة باستمرار الجفاف لـ3 سنوات”.

وأشار المسؤول الحكومي ذاته أن “من بين الأسباب التي جعلتنا نعيش اليوم أزمة جفاف غير مسبوقة وحادة على المستوى الوطني هي الاستغلال المفرط للموارد المائية الجوفية”، مشيرا إلى أن “منسوب استغلال المياه الجوفية بلغ 5 ملايير إلى 6 ملايير متر مكعب”.

وفي هذا الصدد، سجل بركة أن “الاستمرار في استغلال المياه الجوفية بهذا الأسلوب يهدد الاحتياطات المستقبلية منها”، مسجلا أن “عمق المياه الجوفية في بعض المناطق بالمغرب انتقل من 3 أمتار إلى 7 أمتار”.

وبناء على المعطيات التي أصبح يعيش على وقعها المغرب في ما يتعلق بالموارد المائية، سجل بركة “أننا أصبحنا نعاني أكثر من أي وقت مضى من نقص حاد في الموارد المائية”، مؤكداً أن “الأرقام التي كشف عنها الإحصاء العام للسكان والسكنى الأخير تدل على حجم الأزمة، حيث لا تتجاوز حصة الفرد الواحد 600 متر مكعب من الماء”.

واسترسل بركة أن حصة الفرد قد تتراجع إذا استمرت الأزمة لنفس الحدة، مشيراً إلى أنه “من الوارد جدا أن تصل هذه النسبة 500 إلى 400 متر مكعب خلال سنوات ما  بين 2040 و2050″، مبرزا أن “هذا الواقع هو الذي يبرز الحاجة إلى استباق الأزمة”.

وفي ما يتعلق بسياسة السدود، سجل بركة أن المغرب يتوفر اليوم على 154 سد، مسجلا أن “القدرة الاستيعابية لهذه السدود تصل إلى 20 مليار متر مكعب إلا أننا لم نتجاوز 4 ملايير ونصف متر مكعب إلى حدود سنة 2024”.

وأوضح بركة أن “ارتفاع متوسط درجة الحرارة خلال السنوات الأخيرة أثر على الاحتياطات المائية للمغرب”، مسجلا أن “اتفاق باريس يتحدث عن عدم تجاوز عتبة 1.5 درجة حرارة في الحيت الذي تجاوز فيه المغرب خلال السنة الماضية نسبة ارتفاع درجة الحرارة بـ1.8 درجة”.

وأفاد المتحدث ذاته أن “المغرب من بين الدول الأكثر تأثراً بأزمة الجفاف التي تعيش على وقعها عدد من البلدان”، مشيراً إلى أن “موقع المغرب في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط يجعله من بين الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية والتي تعرف بالمنطقة الحمراء”.

الاخبار العاجلة