عبر حزب الأصالة والمعاصرة، عن ارتياحه الكبير للانفراج الذي عرفه ملف إضرابات طلبة كليات الطب والصيدلة، بعدما كان أحد الملفات المفتوحة على طاولة نقاش القيادة الجماعية للحزب والمكتب السياسي وباقي مؤسسات الحزب.
ويضيف المكتب السياسي في اجتماعه العادي، برئاسة القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، الخميس بالمقر المركزي للحزب بالرباط، الذي خصص للتداول في مستجدات الساحة السياسية الوطنية، وفي القضايا التنظيمية الداخلية للحزب، مشكلا قضية اهتمام وتحرك عميقين من شبيبة الحزب التي ساهمت بقوة في حلحلة هذه الأزمة، من خلال لقاءات مكثفة مع الطلبة ومع الإدارة المعنية عبر حوارات داخل مقر الحزب وكذلك بمقر وزارة التعليم العالي لتقريب وجهة النظر وإيجاد مخرج للأزمة التي عمرت لحوالي سنة.
وأفاد المكتب السياسي بأنه “يعتز بالرسائل والتوجيهات الدقيقة التي وردت في خطاب الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، إذ بعدما سبق ودعا شركاء المغرب التقليديين والجدد إلى الوضوح في مواقفهم اتجاه قضية الصحراء المغربية، وجه هذه المرة دعوته إلى الأمم المتحدة من أجل تحمل مسؤوليتها وتوضيح الفرق الكبير بين العالم الشرعي والحقيقي الذي يمثله المغرب في صحرائه وبين عالم متجمد؛ وتجديد تقديره لأبناء الصحراء المغربية كما عنايته الواضحة اتجاه الجالية المغربية بالخارج، في تدبير محكم من الملك لهذا الملف الاستراتيجي والمصيري بالنسبة لبلادنا، الذي دخل مرحلة جد متقدمة في مسار تعزيز شرعية الحق المغربي، ومنها التطورات الإيجابية الواضحة التي وردت في حيثيات قرار مجلس الأمن الأخير، وفي مخرجات زيارة الرئيس الفرنسي لبلادنا التي أسست لمرحلة جد متقدمة في العلاقات الاستراتيجية المغربية الفرنسية على جميع المستويات”.
وثمن المكتب السياسي التوجهات العامة الواردة في مشروع قانون المالية الجديد، والتي تبرز بوضوح التوجه الاجتماعي للحكومة الحالية المرتكز على إنعاش سوق الشغل، وعلى تخفيض ضغط الضرائب على الطبقة المتوسطة، بالموازاة مع حماية القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، وعلى دعم غير مسبوق للسكن والصحة والتعليم، وكذلك جعل قضية إنعاش تشغيل الشباب أولوية قصوى خلال السنة المقبلة عبأت لها الحكومة موارد مالية استثنائية فاقت 14 مليار درهم؛ وفي هذا السياق، فإن المكتب السياسي وهو يعبر عن اعتزازه بمضامين مشروع قانون المالية، فإنه يؤكد أن البرامج الهامة التي وردت في نص المشروع وكذلك المجهود الجبار الذي بذلته الحكومة للرفع من حجم الاستثمارات العمومية، يجب أن يؤطر بقدر كبير من الحكامة والنجاعة والشفافية والمراقبة أثناء التنزيل على أرض الواقع، وضرورة إسناد كل ذلك بإصلاح عميق لبعض المؤسسات والمقاولات العمومية كي تكون رافعة حقيقية لخلق فرص الشغل.
وثمن المكتب السياسي مصادقة الحكومة على المرسوم المتضمن لعدد السكان القانونيين بالمملكة، بعد حصر عملية الإحصاء التي جرت شتنبر الماضي، مؤكدين على أهمية هذه النتائج والأرقام والمعطيات التي توصل إليها التقرير النهائي والتي ستسعف لامحالة الحكومة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية في تنزيل مضمون النموذج التنموي الجديد ورسم معالم سياسات عمومية تنسجم والتحول الديمغرافي والسوسيواقتصادي الذي تعرفه البلاد.
وأضاف أنه “يقدر الجهود التي تبذلها جميع القطاعات الحكومية لإعادة الاعتبار للمرفق العمومي، من خلال إنصاف نساء ورجال الوظيفة العمومية بزيادات في الأجور تاريخية وغير مسبوقة، وإقرار مراجعات ضريبية هامة، وتدابير أخرى جد متقدمة حماية لقدرتها الشرائية، وفتح المجال أكبر لجميع بناتها وأبنائها، والرفع الواضح وغير المسبوق لتمثيلية المرأة المغربية في مناصب المسؤولية الإدارية”.
وفي القضايا الداخلية للحزب، عبر المكتب السياسي عن تقديره لشروع قيادة الحزب في تنفيذ التزاماتها التواصلية المباشرة مع المناضلات والمناضلين في جهات المملكة، منوها في هذا الإطار بمخرجات اللقاء التواصلي الأول للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب الذي انطلق الأسبوع الماضي من جهة طنجة تطوان الحسيمة، وما خلفه من ارتياح عميق وانتظارات كبرى عند مناضلي باقي الجهات.
وأشار إلى أنه في هذا الاجتماع، توقف المكتب السياسي عند النجاح السياسي والتنظيمي الكبير الذي عرفته الدورة التاسعة والعشرين للمجلس الوطني، وعند الانضباط العالي لقوانين ومساطير وميثاق أخلاقيات الحزب، وعند الحوار والنقاش المسؤولين لأشغال المجلس الوطني التي كانت مفتوحة أمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية، مما “يجعل اليوم من برلمان حزب الأصالة والمعاصرة الذي يلتئم في وقته القانوني نموذجا للمؤسسة الحزبية المسؤولة والملتزمة، الحاضنة لأسئلة التحديات السياسية والملفات التنظيمية الراهنة مهما بلغت حدتها”.
وفي سياق القضايا التنظيمية، ثمن المكتب السياسي مخرجات الحوار المفتوح الذي جرى بين القيادة الجماعية رفقة المكتب السياسي مع برلمانيي الحزب بمناسبة الدخول البرلماني والسياسي الجديد، معتزا بمختلف توجهات العمل الجديدة التي تم تسطيرها لمواصلة الحضور والانضباط المتميز للفريقين البرلمانيين للحزب.
وفي القضايا الدولية، يتطلع المكتب السياسي بطموحات واسعة وآمال أكبر لحدث إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا لأمريكا، معبرا في هذا الإطار عن امتنان الحزب للمواقف التاريخية الشجاعة والصريحة التي سبق أن عبر عنها الرئيس ترامب بخصوص عدالة قضية وحدتنا الترابية، مؤكدا أنها ستكون لامحالة أرضية لمزيد من تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين مستقبلا.
وفي إطار القضايا الدولية، يجدد المكتب السياسي تنديده العميق بالإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني بغزة، ومواصلة جرائمها في حق الشعب اللبناني، مجددا الدعوة إلى القوى العظمى وكل المؤسسات الأممية والقوى الحية، وإلى جميع المنظمات الدولية وفعاليات وأحرار العالم من أجل المزيد من الضغط بكل الوسائل الممكنة لوقف العدوان والتهجير والتجويع الممنهج في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني.