قررت إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن العرض المشترك من المغرب والبرتغال وإسبانيا لتنظيم كأس العالم 2030 مؤهل للنظر فيه من قبل مجلس الفيفا ومؤتمر الفيفا، مسجلة أنه تجاوز المتطلبات الدنيا للاستضافة في التقييمات الفنية، ومذكرة أنه يهدف إلى إلهام الوحدة والتآلف بين شعوب هذه البلدان، مستفيدًا من شغفهم المشترك بكرة القدم لربط الناس معًا وتجاوز الحدود، مما يعزز الروابط بين قارتين مجاورتين وبين العالم بأسره. ومعتبرة أن ذلك يتماشى تمامًا مع شعار الفيفا “كرة القدم توحد العالم”.
واعتبرت إدارة فيفا في تقرير أعدته يتضمن نتائج تقييم الملف المشترك من المغرب والبرتغال وإسبانيا، والذي حصل فيما يتعلق بالتقييم الفني على متوسط درجة 4.2 من 5. وذلك استنادًا إلى أحكام القسم 6.4 من لوائح التقديم، بما يتوافق مع الإطار التنظيمي لعملية تقديم العروض، أنه في حال نجاح هذا العرض، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استضافة كأس العالم عبر قارتين، بل ثلاث قارات إذا تم دمج الاحتفالية بالذكرى المئوية.
وأوضحت أن العرض المشترك لكأس العالم 2030 يقدم عرضًا قويًا على جميع الأصعدة، كما يظهر في نتائج التقييم الفني، الذي شمل تقييم البنية التحتية المقترحة (سواء الرياضية أو العامة) وإمكاناتها التجارية. مسجلةً أنه يشمل مجموعة واسعة من الملاعب عالية الجودة في 17 مدينة مضيفة متنوعة، والتي تجمع بين المنشآت القائمة والمعروفة المستخدمة من قبل أبرز أندية كرة القدم في العالم، بالإضافة إلى العديد من مشاريع التحديث والتطوير، سواء كانت منشآت جديدة أو التي ستشهد تجديدات، والتي ستعزز الإرث طويل الأمد للبطولة.
وأفادت أنه وعلى الرغم من أن حجم مشاريع البناء في فترة الست سنوات يتطلب مراقبة دقيقة ودعماً، فإن هناك عدة عوامل تخفيفية، مثل أن العديد من مشاريع الملاعب قد بدأت بالفعل، كما هو الحال في المغرب، إذ من المتوقع الانتهاء من معظمها في الوقت المحدد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025.
وأشارت إدارة فيفا إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، تتميز الخطط المعروضة في الملف المشترك بالجودة العالية والالتزام الواضح، مما يوفر درجة كبيرة من الثقة. لافتة إلى أنه بالنسبة للملاعب الحالية، ستكون مهمة تعديل وتكييف هذه المنشآت لتتناسب مع متطلبات كأس العالم أمرًا أساسيًا.
ومن الناحية العامة للبنية التحتية، سجلت أن العرض يظل قادرًا على الحفاظ على حجم مضغوط للبطولة رغم العدد الكبير من الملاعب المقترحة، مع تقليل المسافات بين المدن المضيفة، وهو ما يعد أمرًا إيجابيًا لجميع الأطراف المعنية.
ومن الناحية التجارية، يوفر العرض أساسًا قويًا بفضل التوقعات الإيجابية للإيرادات من البث والرعاية وإيرادات المباريات، فضلاً عن الكفاءة في تقليل التكاليف، معتبرة أن الدعم الثابت والمتسق من الحكومات على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية في البلدان الثلاثة، والذي تم تأكيده من خلال ضمانات حكومية واتفاقات المدن المضيفة، يُظهر تأييدًا كاملًا من العديد من الأطراف الرئيسية التي ستكون حاسمة في نجاح البطولة.
وقالت إنه في حال نجاح العرض، ستكون إحدى الأولويات هي معالجة أي قضايا مفتوحة تتعلق بالإطار التعاقدي لاستضافة البطولة، مثل الملاعب، والمطارات، ومراكز التدريب، والفنادق، مبرزة أنه وبناءً على جميع الجوانب المذكورة، يظهر العرض قدرة واضحة على استضافة كأس العالم 2030 بنجاح.
وعبرت فيفا وفي حال ظفر الملف بالتنظيم بشكل رسمي، عن استعدادها للتعاون مع الدول المضيفة لتقديم نسخة استثنائية وملهمة من البطولة، لتكون بمثابة النسخة الأخيرة في مئوية كأس العالم، بهدف ترك إرث دائم لكرة القدم ومجتمعها العالمي.
وأوضحت إدارة فيفا، في تقريرها المذكور، أن هذا التقرير يهدف إلى دعم عملية اتخاذ قرارات مستنيرة من قبل أعضاء مجلس الفيفا ومندوبي مؤتمر الفيفا، مؤكدة أنه من مسؤوليتها تسليط الضوء على الملاحظات الرئيسية المتعلقة بتقييم العرض، مما يسهم في فهم أعمق للعرض بشكل شامل.
وشمل تقرير إدارة فيفا الملاحظات التقييم الفني للعروض، بالإضافة إلى تحليل المخاطر المتوقعة والفرص والتحديات التي قد تواجهها. وقد تم أخذ التقييمات لكافة المكونات بعين الاعتبار، مع الأخذ في الحسبان التحسينات المتوقع حدوثها في كل نسخة من البطولة. كما تم إعداد الجداول التالية لتقديم نظرة عامة على أهم الإحصائيات، تقييمات المخاطر، والدرجات الفنية (لكل من المكونات التي تم تقييمها) المتعلقة بالعرض.
وأبرز ماتياس غرافستروم، الأمين العام للفيفا، أنه على مدار الأشهر الماضية، عملت إدارة فيفا بجد لتنفيذ إنجاز التقرير، مؤكدًا أنه تم تعيين كل عضو في إدارة الفيفا لتقييم العروض بناءً على معرفته وخبرته في مختلف جوانب استضافة كأس العالم للفيفا. بالإضافة إلى الاستفادة من المهارات الفردية.
وأضاف “عملنا أيضًا كفريق واحد لضمان أن هذا التقرير يمثل أفضل جهودنا المشتركة في تدقيق كل عرض استنادًا إلى الحقائق، لصالح مؤتمر الفيفا ومجتمع كرة القدم بأسره”، معربًا في نفس السياق عن تقديره العميق للاستقبال الحار والتعاون الذي تلقته إدارة فيفا من ممثلي العروض في البلدان الستة التي تمت زيارتها خلال عملية التقديم، وخاصة التزامهم بالوفاء بجميع متطلبات الاستضافة.